4069 - أول الآيات خروجا طلوع الشمس قال بن كثير أي أول الآيات التي ليست مألوفة وان كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك وكذلك خروج يأجوج ومأجوج كل ذلك أمور مألوفة لأنهم بشر مشاهدتهم و أمثالهم مألوفة فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس وسمها إياهم بالإيمان والكفر فأمر خارج عن جاري العادات وذلك أول الآيات الارضية كما ان طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السمائية وقد ظن عبد الله بن عمر وان طلوع الشمس من مغربها يتقدم على الدابة وذلك محتمل مناسب انتهى زجاجة 6 قوله أول الآيات خروجا الخ فإن قيل طلوع الشمس من مغربها ليس أول الآيات لأن الدخان والدجال قبله قلنا الآيات اما امارات لقرب قيام الساعة وأما امارات دالة على وجود قيام الساعة وحصولها ومن الأول خروج الدخان وخروج الدجال ونحوهما ومن الثاني ما نحن فيه من طلوعالشمس من مغربها والرجفة وخروج النار وطردها الناس الى المحشر ومن ثم قيل أول الآيات خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج ثم خروج الدابة ثم طلوع الشمس فإن الكفار يسلمون في زمان نزول عيسى عليه السلام حتى تكون الدعوة واحدة ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل نزل عيسى عليه السلام لم يكن الإيمان مقبولا من الكفار سيد 7 قوله قال عبد الله ولا اظنها الخ أي لا اظن الآية التي ذكر صلى الله عليه وسلّم قبليتها الا طلوع الشمس فعبد الله سمع منه صلى الله عليه وسلّم قبيلة أحدهما على اليقين الا انه نسي إنجاح .
4071 - الدجال هو فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية ويسمى الكذاب دجالا يغطي الحق بباطله يقال بعير مدجل مطلي بالقطران وقال تغلب الدجال المموه سيف مدجل إذا طلى وقال بن وريد سمى دجالا لأنه يغطي الحق بالكذب وقيل لضربه نواحي الأرض يقال دجل مخففا ومشددا إذا فعل ذلك وقال الكرماني الدجال هو شخص بعينه ابتلى الله عباده به واقدره على أشياء من مقدورات الله من ايحاء الميت واتباع كنوز الأرض وأمطار السماء وانبات الأرض بأمره ثم يعجزه الله تعالى بعد ذل فلا يقدر على شيء منها وهو يكون مدعيا للالهية وهو في نفس دعواه يكذب لها بصورة حاله من انتقاصه بالعور وعجزه عن إزالته عن نفسه وعن إزالته الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه فإن قلت إظهار المعجزة على يد الكذاب ليس بممكن قلت انه يدعى الإلهية واستحالته ظاهره فلا محذور فيه بخلاف مدعي النبوة فانها ممكنة فلو اتى الكاذب فيها بمعجزة لا لتبس النبي بالمتنبي فإن قلت ما فائدة تمكينه من هذه الخوارق قلت امتحان العباد انتهى 2 قوله .
4072 - يقال لها خراسان وهو بلد معروف بين بلاد ما وراء النهر وبلدان العراق معظمها الان بلدة الهرات قوله كأن وجوههم المجان المطرقة أما المجان بفتح الميم وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم وهو الترس واما المطرقة بإسكان الطاء وتخفيف الراء هذا هو الفصيح المشهور في الرواية وفي كتب اللغة والغريب وحكى فتح الطاء وتشديد الراء قال العلماء هي التي البست العقب واطرقت به طاقة فوق طاقة قالوا ومعناه تشبيه وجوه الترك في عرضها ونتو وجناتها بالترسة المطرقة قال النووي وقد وجدنا قتالهم بجميع صفاتهم في زماننا مرات والى الان موجود انتهى هذا حاصل ما قاله الشراح فخر 3 قوله .
4073 - هو اهون على الله من ذلك أي من ان يعطيه هذا الخارق العظيم لكن يموه ويشعبد مثل هذا الشعبدات وليس الا تخيل محض ليس من نفس الأمر فيه شيء كما هو مشاهد من أهل النير بخات والطلسمات في زماننا إنجاح 4 قوله .
4074 - لرغبة أي في شيء من أمور الدنيا والآخرة ولا لرهبة أي لا لتخويف وانذار من عذاب لكني جمعتكم لامر عجيب هو موافقة خبر تميم لإخباري في شأن الدجال وقوله انا الجساسة أي الجاسوس من قبل الدجال لتجسس حال الناس إنجاح 5 قوله شديد التشكي أي شديد الشكاية أي يظهر من خرنه شدة شكايته والتشكي والشكاية بمعنى واحد وقوله ناوى أي عادى وابغض قوما وهم القريش ونواءه لهم بسبب عبادة الأصنام والشرك بالله D في القاموس ناواه مناواة ونواء فأخره وعاداه فهو مهموز اللام إنجاح 6 قوله ما فعلت عين زغربا لزائر والغين المعجمة في القاموس زغر كزفر أبو قبيلة واسم بنت لوط عليهما السلام ومنه زغر قرية بالشام لأنها نزلت بها وبها عين غور مائها علامة خروج الدجال انتهى إنجاح 7 قوله نخل بين عمان وبيسان هما قريبتان بالشام قوله بحيرة الطبرية البحيرة تصغير البحر والطبرية قصبة بالأرض قوله الى هذا انتهى فرحى أي كمل فرحي لأن المدينة الطيبة لا سبيل للدجال فيه إنجاح 8 قوله مخفض فيه ورفع قال في النهاية أي عظم فتنته ورفع قدره ثم وهن امره وقدره وهونه وقيل أراد انه رفع صوته وخفضه في اقتصاص امره وقال القرطبي في التذكرة هما بتخفيف الفاء أي أكثر من الكلام فيه فتارة يرفع صوته يسمع من بعد وتارة يخفض ليستريح من تعب الاعلان وهذه حالة المستكثر من الكلام وروى بتشديد الفاء فهما على التضعيف والتكثير زجاجة 8 قوله