وبه ( عن حماد عن إبراهيم عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت ) سبق ترجمته ( عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في المسح على الخفين ) وفي ذكره بلفظ التثنية إيماء إلى أنه لا يجوز المسح على أحدهما دون الآخر ( للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام وليالهن ) وفيه حجة على مالك في قوله لا توقيت لمسح الخف بل يمسح لابسه مسافرا كان أو مقيما ما بدا له ما لم ينزعه أو يصبه جنابة وهو القديم من قولي الشافعي لا ينزع خفيه جملة استئنافية أي يجوز أن لا ينزعهما إذا لبسهما شرطية آخرا وتنبيه ( وهو متوضىء ) أي والحال أنه طاهر وابتداء مدة المسح من الحدث بعد اللبس عند الجمهور وفي رواية عن أحمد أنه من وقت المسح واختاره ابن المنذر قال النووي : وهو الراجح دليلا وقال الحسن البصري : من وقت اللبس ( وفي رواية المسح على الخفين ) أي الصحيحين الطاهرين ( للمسافر ثلاثة أيام ) أي ولياليها كما مر ( وللمقيم يوما وليلة إن شاء ) أي أراد تمام المدة وفيه إيماء إلى أنه لا يجب عليه نزعهما قبل تمام المدة إذا توضأ أي تطهر قبل أن يلبسهما والأحاديث في هذا الباب كثيرة والروايات عند أهلها شهيرة منها ما رواه مسلم عن علي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثلاثة أيام وليالهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم .
وبه ( عن حماد بن أبي وائل ) وهو شقيق بن أبي سلمة الأسدي الكوفي أدرك الجاهلية والإسلام وأدرك النبي صلى الله عليه وسلّم ولم يره ولم يسمع منه قال : كنت آتي بيت النبي صلى الله عليه وسلّم ابن عشر سنين أرعى غنما لأهلي بالبادية وروى عن خلق من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وابن مسعود وكان خصيصا به من أكابر أصحابه وهو كثير الحديث ثقة ثبت حجة مات زمن الحجاج ( عن أبي مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم إن الله هو السلام ) أي من التغيرات والآفات والنقصان في الذات والصفات معطي السلام لمن يشاء من غير الملامة والسآمة ( ومنه السلام ) أي يرجي ويستوهب ويتوقع في كل من الزمان والمقام والحديث رواه مسلم والأربعة عن ثوبان بلفظ : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .
قال شيخ مشايخنا الجزري في التصحيح أما ما يزيد بعد قوله ومنك السلام ومن نحو وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا دار السلام فلا أصل له عند علمائنا الكرام انتهى .
وفي رواية المسلم والأربعة عن عائشة Bها أنه E كان إذا سلم لم يقعد إلا بمقدار ما يقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام