- حديث سجدة يوم القيامة .
وبه ( عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إذا كان ) أي وقع ( يوم القيامة ) أي يوم يكشف عن ساق ( ويدعون ) أي الخلق ( إلى السجود فلا يستطيعون ) أي الكفار أن يسجدوا ( سجدت أمتي ) أي جماعة الإجابة مرتين كما كان في ملتهم من السجدة في صلاتهم كرتين إحداهما مقابلة الأمر والأخرى مقابلة الشكر قبل الأمم أي قبل سجود سائر أمم الأنبياء من العلماء والأصفياء لحديث : نحن الآخرون السابقون ( طويلا ) أي سجودا طويلا وزمانا كثيرا وثناء جميلا فقال : ( فيقال : ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت عدلكم ) أي فداءكم ( اليهود والنصارى ) أي كفار أهل الكتاب وأمثالهم ( فداءكم ) أي سبب خلاصكم من النار فيكون عذاب أهل الكتاب مضاعفا في دار البوار عذابا لضلالهم .
وبه ( عن أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إن كان يوم القيامة يعطي كل رجل من المسلمين رجلا من اليهود والنصارى فقال : هذا فداؤك من النار ) .
وفي رواية : إن هذه الأمة أمة مرحومة عذابها بأيديها .
وفي رواية مسلم عن أبي موسى مرفوعا : إذا كان يوم القيامة أعطى الله تعالى كل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار فيقال له : هذا فداؤك من النار .
وفي رواية إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من هذه الأمة أي المرحومة رجل من أهل الكتاب فقيل له : هذا فداؤك من النار .
وفي رواية الطبراني والحاكم عن أبي موسى بلفظ : إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى إلى كل مؤمن ملكا معه كافر فيقول الملك لمؤمن يا مؤمن هاك هذا الكافر فهذا فداؤك من النار .
( وفي رواية : إن هذه الأمة أمة مرحومة وعذابها بأيديها ) كما أشار إليه قوله تعالى : { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } ( 1 ) وهذا أهون الأمرين المذكورين .
قيل في قوله تعالى : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم } ( 2 ) ففي صحيح البخاري عن جابر قال : لما نزل هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } ( 2 ) قال E : أعوذ بوجهك { أو من تحت ارجلكم } ( 2 ) قال : أعوذ بوجهك { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } ( 2 ) قال صلى الله عليه وسلّم : هذا أهون وهذا أيسر .
وفي رواية البخاري عن ابن عمر أنه E دعا في سجدة ثلاثا فأعطاه ثنتين ومنعة واحدة . سأله أن لا يسلط على أمته عدوا من غيرهم يظهر عليهم فأعطاه ذلك .
وسأل أن لا يهلكهم بالسنين فأعطاه ذلك وسأل ألا يجعل بأس بعضهم على بعض فمنعه ذلك .
_________ .
( 1 ) ( 2 ) الأنعام 65