A E لم يشتد اعتناء السلف بتحديد أوقافه لظهور أمرها وما ذكر عن ابن النحاس من الاحتجاج لوجوب ضبط أوقاف القرآن بكلام لعبد الله بن عمر ليس واضحا في الغرض المحتج به فانظره في الإتقان للسيوطي .
فكان الاعتبار بفواصله التي هي مقاطع آياته عندهم أهم لأن عجز قادتهم وأولي البلاغة والرأي منهم تقوم به الحجة عليهم وعلى دهمائهم فلما كثر الداخلون في الإسلام من دهماء العرب ومن عموم بقية الأمم توجه اعتناء أهل القرآن إلى ضبط وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئيه فظهر الاعتناء بالوقوف وروعي فيها ما يراعى في تفسير الآيات فكان ضبط الوقوف مقدمة لما يفاد من المعاني عند واضع الوقف . وأشهر من تصدى لضبط الوقوف أبو محمد بن الانباري وأبو جعفر بن النحاس وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان واشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعه الهبطي المتوفي سنة 930 .
سور القرآن .
السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران مسماة باسم مخصوص تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معاني آيات تلك السورة ناشئ عن أسباب النزول أو عن مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة .
وكونها تشتمل على ثلاث آيات مأخوذة من استقراء سور القرآن مع حديث عمر فيما رواه أبو داود عن الزبير قال " جاء الحارث بن خزيمة " هو المسمى في بعض الروايات خزيمة وأبا خزيمة " بالآيتين من آخر سورة براءة فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول الله . فقال عمر وأنا أشهد لقد سمعتهما منه ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة " إلخ فدل على أن عمر ما قال ذلك إلا عن علم بأن ذلك أقل مقدار سوره . وتسمية القطعة المعينة من عدة آيات القرآن سورة من مصطلحات القرآن وشاعت تلك التسمية عند العرب حتى المشركين منهم . فالتحدي للعرب بقوله تعالى ( فأتوا بعشر سور مثله ) وقوله ( فأتوا بسورة من مثله ) لا يكون إلا تحديا باسم معلوم المسمى والمقدار عندهم وقت التحدي فإن آيات التحدي نزلت بعد السور الأول وقد جاء في القرآن تسمية سورة النور باسم سورة في قوله تعالى ( سورة أنزلناها ) أي هذه سورة وقد زادته السنة بيانا . ولم تكن أجزاء التوراة والإنجيل والزبور مسماة سورا عند العرب في الجاهلية ولا في الإسلام . ووجه تسمية الجزء المعين من القرآن سورة قيل مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة أو بمحله قوم زادوه هاء تأنيث في آخره مراعاة لمعنى القطعة من الكلام كما سموا الكلام الذي يقوله القائل خطبة أو رسالة أو مقامة . وقيل مأخوذة من السور بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب بمناسبة أن السور جزء مما يشرب ثم خففوا الهمزة بعد الضمة فصارت واوا قال ابن عطية : " وترك الهمز في سورة هو لغة قريش ومن جاورها من هذيل وكنانة وهوازن وسعد بن بكر وأما الهمز فهو لغة تميم وليست إحدى اللغتين بدالة على أن أصل الكلمة من المهموز أو المعتل لأن للعرب في تخفيف المهموز وهمز المخفف من حروف العلة طريقتين كما قالوا أجوه وإعاء وإشاح في وجوه ووعاء ووشاح وكما قالوا الذئب بالهمز والذيب بالياء . قال الفراء : ربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس مهموزا كما قالوا " رثأت الميت ولبأت بالحج وحلأت السويق بالهمز " .
وجمع سورة سور بتحريك الواو كغرف ونقل في شرح القاموس عن الكراع أنها تجمع على سور بسكون الواو .
وتسوير القرآن من السنة في زمن النبي A فقد كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها ولم يخالف في ذلك إلا عبد الله بن مسعود فإنه لم يثبت المعوذتين في سور القرآن وكان يقول " إنما هما تعوذ أمر الله رسوله بأن يقوله وليس هو من القرآن " وأثبت القنوت الذي يقال في صلاة الصبح على أنه سورة من القرآن سماها سورة الخلع والخنع . وجعل سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة .
A E