وفي تفسير القرطبي والكشاف أنها وسورة الناس تسميان " المشقشقتين " " بتقديم القاف على الشينين " زاد القرطبي : أي تبرئان من النفاق وكذلك قال الطيبي فيكون اسم المقشقشة مشتركا بين أربع سور هذه وسورة الناس وسورة براءة وسورة الكافرون .
A E واختلف فيها أمكية هي أم مدنية فقال جابر بن زيد والحسن وعطاء وعكرمة : مكية ورواه كريب عن ابن عباس . وقال قتادة : هي مدنية ورواه أبو صالح عن ابن عباس .
والأصح أنها مكية لأن رواية كريب عن ابن عباس مقبولة بخلاف رواية أبي صالح عن ابن عباس ففيها متكلم .
وقال الواحدي : قال المفسرون إنها نزلت بسبب أن لبيد بن الأعصم سحر النبي A وليس في الصحاح أنها نزلت بهذا السبب وبنى صاحب الإتقان عليه ترجيح أن السورة مدنية وسنتكلم على قصة لبيد بن الأعصم عند قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد ) .
وقد قيل : أن سبب نزولها والسورة بعدها : أن قريشا ندبوا أي ندبوا من اشتهر بينهم أنه يصيب النبي A بعينه فأنزل الله المعوذتين ليتعوذ منهم بهما ذكره الفخر عن سعيد بن المسيب ولم يسنده .
وعدت العشرين في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الفيل وقبل سورة الناس .
وعدد آياتها خمس بالاتفاق .
واشتهر عن عبد الله بن مسعود في الصحيح أنه كان ينكر أن تكون " المعوذتان " من القرآن ويقول : إنما أمر رسول الله أن يتعوذ بهما أي ولم يؤمر بأنهما من القرآن . وقد أجمع أصحاب رسول الله A على القراءة بهما في الصلاة وكتبا في مصاحفهم وصح أن النبي A قرأ بهما في صلاته .
أغراضها .
والغرض منها تعليم النبي A كلمات للتعوذ بالله من شر ما يتقى شره من المخلوقات الشريرة والأوقات التي يكثر فيها حدوث الشر والأحوال التي يستر أحوال الشر من ورائها لئلا يرمى فاعلوها بتبعاتها فعلم الله نبيه هذه المعوذة ليتعوذ بها وقد ثبت أن النبي A كان يتعوذ بهذه السورة وأختها ويأمر أصحابه بالتعوذ بهما فكان التعوذ بهما من سنة المسلمين .
( قل أعوذ برب الفلق [ 1 ] من شر ما خلق [ 2 ] ) الأمر بالقول يقتضي المحافظة على هذه الألفاظ لأنها التي عينها الله للنبي A ليتعوذ بها فإجاباتها مرجوة إذ ليس هذا المقول مشتملا على شيء يكلف به أو يعمل حتى يكون المراد : قل لهم كذا كما في قوله ( قل هو الله أحد ) وإنما هو إنشاء معنى في النفس تدل عليه هذه الأقوال الخاصة .
وقد روي عن ابن مسعود في أنه سأل النبي A عن المعوذتين فقال " قيل لي قل فقلت لكم قولوا " . يريد بذلك المحافظة على هذه الألفاظ للتعوذ وإذ قد كانت من القرآن فالمحافظة على ألفاظها متعينة والتعوذ يحصل بمعناها وبألفاظها حتى كلمة ( قل ) .
والخطاب في ( قل ) للنبي A وإذا قد كان قرآنا كان خطاب النبي A به يشمل الأمة حيث لا دليل على تخصيصه به فلذلك أمر النبي A بعض أصحابه بالتعوذ بهذه السورة ولذلك أيضا كان يعوذ بهما الحسن والحسين كما ثبت في الصحيح فتكون صيغة الأمر الموجهة إلى المخاطب مستعملة في معنيي الخطاب من توجهه إلى معين وهو الأصل ومن إرادة كل من يصح خطابه وهو طريق من طرق الخطاب تدل على قصده القرائن فيكون من استعمال المشترك في معنييه .
واستعمال صيغة التكلم في فعل ( أعوذ ) يتبع ما يراد بصيغة الخطاب في فعل ( قل ) فهو مأمور به لكل من يريد التعوذ بها .
وأما تعويذ قارئها غيره بها كما ورد أن النبي A كان يعوذ بالمعوذتين الحسن والحسين . وما روي عن عائشة قالت " إن النبي A كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث به عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها " فلذلك على نية النيابة عمن لا يحسن أن يعوذ نفسه بنفسه بتلك الكلمات بعجز أو صغر أو عدم حفظ .
والعوذ : اللجأ إلى شيء يقي من يلجأ إليه من يخافه يقال : عاذ بفلان وعاذ بحصن ويقال : استعاذ إذا سأل غيره أن يعيذه قال تعالى ( فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) . وعاذ من كذا إذا صار إلى ما يعيذه منه قال تعالى ( فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) .
A E