في الجنة إذا خاف أحدهما أو رجا يكون شاكا في وعد الله ووعيده فيكفر والموحدون لا يخلو أحد منهم من أن يكون مجتنبا للكبائر أو مصرا على بعض الكبائر أو دون ذلك أو كلاهما فحرام عليهم على قولكم الخوف والرجاء لأنه لا يخلو أحد منهم من أن يكون من إحدى المنزلتين وهذا الخروج من الكتاب والسنة وإجماع الأولين والآخرين .
ب امتناع العفو .
وكذلك العفو في الآخرة لا يجوز أن يكون من الله جل ذكره على مذهبكم لأنه لا يلقى الله إلا صاحب كبيرة قد أوجب في الدنيا ألا يعفو عنه وذلك عندكم إن اعتقده لأن الله جل ذكره قد آيسه من ذلك أو صاحب صغيرة غير مصر على كبيرة يعد مجتنبا للكبائر كلها فقد عفى الله عنه في الدنيا وقد مات يوم مات وهو مغفور له من أهل الجنة فلا يحتاج إلى العفو والصفح وهذا الخروج من الكتاب والسنة وإجماع القرون من الأولين والأخرين إمتناع شفاعة النبي .
لأن صاحب الكبيرة معذب لا محالة فلا يستطيع الرسول صلى الله عليه وسلّم أن يشفع له ولا تغني عنه شفاعته شيئا والمجتنب للكبائر مثاب لا محالة فلا حاجة به إلى الشفاعة وهذا رد للآراء المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلّم والأمة كلها جاهلها وعالمها كلهم يرجون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلّم .
القسم الخامس .
في ذكر الناسخ والمنسوخ من الأحكام .
بعدما خاض المحاسبي معركة مع المشبهة والمعتزلة والروافض حول