ب في العقل .
ولقد استخص الله آدم وذريته فأخذ منهم الميثاق بما فطرهم عليه من العقول الرضية والألباب والفهم ليدبروا بها شواهد التدبير وأحكام التقدير ولن يستطيع الإنسان أن يقدر نعمة الله في هبته العقل له حق قدرها إلا إذا عرف أن العقول معادن الحكمة ومقتبس الآراء ومستنبط الفهم ومعقل العلم ونور الأبصار إليها يأوي كل محصول .
ولأنه تفرد بعلم الغيب سبحانه فإنه لا يعرف صفاته ومراضيه ومساخطه إلا هو لذا فقد أرسل الرسل فكلمهم تكليما لا بأداة أو آلة بل بذاته فخاطبوا العقل البشري بأمر الله لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ففضل العقل في أنه الأداة التي تتلقى عن الرسل شرع الله وهذه هي وظيفة العقل أن يعقل الشرع لا أن يشرع ويبتدع من عنده فلم يكن ممكنا أن نعبد الله حق العبادة بغير رسالة وباسم العقل لأن العقل متلق وليس صانعا .
القسم الأول .
لما كان القرآن بهذه المثابة من الأهمية إذ أنه المهيمن على العقل فلا بد من تعريف به وبحامله وهو ما فعله المحاسبي في هذا الفصل وقد قسمه إلى عدة فقرات .
أ فضائل القرآن .
فقد أمرهم بالمكارم ونهاهم عن الآثام والمحارم ووعدهم فيه جزيل الثواب وضرب لهم فيه الأمثال وفصل لهم فيه المعاني الدالة على سبيل النجاة وأبان فيه المشكلات وأوضح لهم فيه الشواهد فهو بركة لقوله