فصل .
ويجب على العوام أن لا يعترضوا على علمائهم بل يقلدونهم في أديانهم فيهتدون بهداهم ويعلمون بفتواهم .
ولا ينكرون على العلماء ما يفعلونه ولا يتعقبون عليهم ما يأتونه مما ظاهره مستنكر .
فإن العلماء بالحق أعرف وهم به أخبر وهم بمداخله ومخارجه أبصر .
والعالم الورع بما قد أصلح الله من قلبه لاينبغي لأحد أن يدخل بينه وبين ربه فقد يفعل العالم ما ظاهره الفساد وباطنه صواب عند رب العباد بما اطلع عليه العالم من الفساد والسداد .
واعتبر بقصة الخضر عليه السلام لما خرق سفينة المساكين وقتل بيده الغلام أنكر عليه موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم ذلك ولامه على ما جرى هنالك .
فلما عرفه الخضر بتأويله أقر موسى له بتفضيله وقد شرح الله