باب ذكر الآيات اللواتي أدعي عليهن النسخ في سورة البقرة .
ذكر الآية الأولى .
قوله تعالى ومما رزقناهم ينفقون اختلف المفسرون في المراد بهذه النفقة على أربعة أقوال .
الأول أنها النفقة على الأهل والعيال قاله ابن مسعود وحذيفة .
والثاني الزكاة المفروضة قاله ابن عباس وقتادة .
والثالث الصدقات النوافل قاله مجاهد والضحاك .
والرابع أن الاشارة بها إلى نفقة كانت واجبة قبل الزكاة .
ذكره بعض ناقلي التفسير وزعموا أنه كان فرض على الانسان أن يمسك مما في يده قدر كفايته يومه وليلته ويفرق باقيه على الفقراء ثم نسخ ذلك بآية الزكاة وهذا قول ليس بصحيح لأن لفظ الآية لا يتضمن ما ذكروا وإنما يتضمن مدح المنفق والظاهر أنها تشير إلى الزكاة لأنها قرنت مع الإيمان بالصلاة .
وعلى هذا لا وجه للنسخ وإن كانت تشير إلى الصدقات النوافل والحث عليها