أما الأول فأخبرنا أبو بكر بن حبيب قال أبنا علي بن الفضل العامري قال أبنا ابن عبد الصمد قال أبنا ابن حموية قال أبنا إبراهيم بن حريم قال حدثنا عبد الحميد قال بنا هاشم بن القاسم قال بنا محمد بن طلحة عن الأعمش قال قال ابن عباس Bهما كتب على النصاري الصيام كما كتب عليكم فكان أول أمر النصارى أن قدموا يوما قالوا حتى لا نخطئ قال ثم آخر أمرهم صار إلى أن قالوا نقدمه عشرا ونؤخر عشرا حتى لا نخطئ فضلوا وقال دغفل بن حنظلة كان على النصارى صوم رمضان فمرض ملكهم فقالوا إن شفاه الله تعالى لنزيدن عشرة ثم كان بعده ملك آخر فأكل اللحم فوجع فوه فقال إن شفاه ليزيدن سبعة أيام ثم ملك بعده ملك فقال ما ندع من هذه الثلاثة الأيام أن نتمها ونجعل صومنا في الربيع ففعل فصارت خمسين يوما .
وروى السدي عن أشياخه قال اشتد على النصاري صيام رمضان وجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف وقالوا نزيد عشرين يوما نكفر بها ما صنعنا فجعلوا صيامهم خمسين يوما فعلى هذا البيان الآية محكمة غير منسوخة .
وأما الثاني فأخبرنا عبد الوهاب قال أبنا أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر الباقلاوي قالا أخبرنا أبو علي بن شاذان قال أبنا أحمد بن كامل قال أبنا محمد ابن سعد قال حدثنا أبي قال حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية قال حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس Bهما كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فكان ثلاثة أيام في كل شهر ثم نسخ ذلك ما أنزل من صيام رمضان وقال قتادة كتب الله D على الناس قبل نزول شهر رمضان ثلاثة أيام من كل شهر