سورة الحجر النونات لم يحذفها وإنما الحذف في المدغمات كقوله تعالى تأمروني و أتحاجوني والحجة لمن فتح النون وخففها أنه أراد نون الإعراب الدالة على الرفع ولم نضفها إلى نفسه .
قوله تعالى ومن يقنط يقرأ بفتح النون وكسرها فالحجة لمن فتح النون أن بنية الماضي عنده بكسرها كقولك علم يعلم والحجة لمن كسر النون أن بنية الماضي عنده بفتحها كقولك ضرب يضرب وهذا قياس مطرد في الأفعال .
والاختيار فيه ها هنا كسر النون لإجماعهم على الفتح في ماضيه عند قوله تعالى من بعدما قنطوا .
قوله تعالى إنا لمنجوهم أجمعين يقرأبالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول في علته آنفا .
وأصله لمنجوهم بكسر الجيم وواين بعدها الأولى لام الفعل والثانية واو الجمع فانقلبت الأولى ياء لانكسار ما قبلها كما انقلبت في نجا ألفا لانفتاح ما قبلها فصار لمنجيوهم فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت عنها فبقيت ساكنة والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وضمت الجيم لمجاورة الواو .
قوله تعالى إلا امرأته قدرنا يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما تقدم القول في أمثاله فأما قدر بالتخفيف فيكون من التقدير والتقتير كقوله في التقدير فقدرنا فنعم القادرون وكقوله في التقتير ومن قدر عليه رزقه