سورة النحل والاستثناء كقوله لولا تسبحون والنور كقول النبي صلى الله عليه وسلّم فلولا سبحات وجهه أي نور وجهه .
قوله تعالى ينزل الملائكة يقرا بالياء والتاء وضمهما وبالتشديد والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالتاء والتشديد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ورفعهم بذلك والحجة لمن قرأه بالياء مشددا أو مخففا أنه جعل الفعل لله D فأضمره فيه لتقدم اسمه ونصب الملائكة بتعدي الفعل إليهم وأخذ المشدد من نزل والمخفف من أنزل .
قوله تعالى ينبت لكم به يقرأبالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أخبر به عن الله D لتقدم اسمه في أول الكلام والحجة لن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله D عن نفسه بنون الملكوت وقد تقدم لذلك من الاحتجاج ما فيه بلاغ .
قوله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات يقرأ كله بالنصب وبالرفع وبالنصب إلا قوله والنجوم مسخرات فإنه رفع فالحجة لمن نصبه أنه عطفه بالواو على أول الكلام فأتى به على وجه واحد والحجة لمن رفعه أنه جعل الواو حالا لا عاطفة كقولك كلمت زيدا وعمرو قائم فترفع عمرا بالابتداء وقائم خبره وكذلك قوله والشمس والقمر والنجوم مبتدآت ومسخرات خبر عنهن والحجة لمن رفع قوله والنجوم مسخرات أنه لما عطف والشمس والقمر على قوله وسخر لكم لم يستحسن أن يقول وسخر النجوم مسخرات فرفعها قاطعا لها مما قبلها .
فإن قيل فما حجة من نصبها فقل بفعل مقدر معناه وجعل النجوم مسخرات فإن قيل فما معنى قوله وبالنجم هم يهتدون فوحدها هنا وقد جمع في أول الكلام فقل إن الله D جعل النجوم ثلاثة أصناف منها رجوم الشياطين ومنها ما تهتدى بها كالجدي والفرقدين ومنها مصابيح وزينة فأما النجم الثاقب فقيل الثريا