سورة البقرة قوله تعالى الذين يؤمنون يقرأ بالهمز وتركه فيه وفيما ضارعه فالحجة لمن همز أنه أتى بالكلمة على أصلها وكمال لفظها لأن الهمزة حرف صحيح معدود في حروف المعجم والحجة لمن تركه أنه نحا التخفيف فأدرج اللفظ وسهل ذلك عليه سكونها وبعد مخرجها وكان طرحها في ذلك لا يخل بالكلام ولا يحيل المعنى فان كان سكونها علامة للجزم أو كان تركها أثقل من الاتيان بها أثبتها لئلا تخرج من لغة الى أخرى كقوله تعالى أو ننسأها ان تبد لكم تسؤكم وكقوله تؤوى اليك من تشاء .
فان قيل فان تارك الهمز في يؤمنون يهمز الكأس والرأس والبأس فقل هذه أسماء والاسم خفيف وتلك أفعال والفعل ثقيل فهمز لما استخف وحذف لما استثقل ومن القراء من يهمز اذا أدرج ولا نهمز اذا وقف ويطرح حركة الهمزة على الساكن قبلها أبدا فيقرأ اذا وقف موليا وأصحاب المشأمة ومنهن جزا لأن هذه الأحرف في السواد كذلك فأما قرله هزوا وكفوا فبالواو لأنها ثابتة في السواد .
ومنهم أيضا من يحذف الهمزات ساكنها أو متحركها وينقل الحركة الى الساكن