قيل لمعنى في العين اوجب لها التخصيص وهو كونها اكثر حروف المعجم ورودا في المنطق وتكررا في اللفظ فجعلت للامتحان لخفتها وقرب تناولها ولتناسب وكيد ايضا بينها وبين الهمزة وهو اجتماعهما دون غيرهما من حروف الحلق في الجهر الذي هو الاعلان والشدة التي هي ارتفاع الصوت بالحرف وكون العين اول حرف من المخرج الثاني من الحلق كما ان الهمزة اول حرف من المخرج الاول منه وهو الذي يلي الثاني ويتصل به فلذلك خصت بالامتحان وانفردت بالدلالة على موضع استقرار الهمزة من الكلمة ولاجله ايضا جعل جميع النحويين والكتاب في الكتب صورتها صورة عين اعلاما بذلك ودلالة عليه .
فإن قال فمن اين اصطلح السلف على ان جعلوا علامة الهمزة وهي حرف من الحروف نقطة بالصفراء والنقطة علامة لحركات الحروف .
قيل اصطلحوا على ذلك من حيث اجتمعت معهن في ان جعل لها صورة كما تجعل لهن فلما شاركتهن في جعل الصورة شاركتهن في العلامة ثم خصت الهمزة دونهن بأن جعلت بالصفراء وجعلن دونها بالحمراء لتتميز بذلك منهن وتبين به عنهن اذ كانت حرفا من الحروف وكن حركات حروف .
على ان سلف اهل العراق قد خالفوا سلف اهل المدينة في ذلك فجعلوها بالحمراء كالحركات وما جرى عليه استعمال اهل المدينة من جعلها بالصفراء فرقا بينها وبين الحركات هو الوجه وعليه العمل حدثنا احمد بن عمر الجيزي قال نا محمد بن الاصبغ الامام قال نا عبد الله بن عيسى قال نا