قليلا ليدل بذلك ايضا على انقلاب الالف عن الياء وليقرب بذلك من كسرة قبلها وبعدها .
فإذا نقطت هذه الحروف على قراءة من أشم اولها الضم جعل امام السين والقاف والغين والحاء والجيم نقطة بالحمراء ليدل بذلك على إشمامها وأنه نحي بكسرتها نحو تلك الضمة وإن تركت الحروف عارية من تلك النقطة وأخذ ذلك مشافهة عن القراء كان حسنا لان القارئ ربما اشبع تلك الضمة وأخلصها فخرج بذلك عن مذاهب أئمة القراءة فإن لم يفعل ذلك وتحا بالكسرة في ذلك نحو الضمة كما يجب فجعل النقطة دلالة على ذلك ابين وأدل على النطق .
فصل .
وأما الفتحة الممالة في نحو قوله النار و النهار و الكافرين و النصارى و أسارى وما أشبه ذلك مما تمال فتحته لكسرة تليها أو الألف تمال بعدها لكسرة أو ياء فإنه إن نقطت هذه الفتحة جعلت نقطة تحت الحرف الذي هي عليه كما تجعل الكسرة سواء وذلك من حيث قربت بالامالة منها فلذلك جرت في النقط مجراها كما فعل بالكسرة المشمة المنحو بها نحو الضمة فيما تقدم حين جعلت ضمة لذلك وإن خيف إخلاص تلك الكسرة ترك الحرف عاريا منها الى أن تأتي المشافهة على ذلك وبالله التوفيق