وإنما لزم الاطراف خاصة من حيث كان مخصوصا بمتابعة حركة الاعراب التي تلزم ذلك الموضع وتختص به وذلك من حيث كان الاعراب داخلا لإفادة المعاني وكان زائدا على الاسم .
فإن كان الاسم الذي يقع آخرة مجرورا جعل تحت الحرف نقطتان إحداهما الحركة والثانية علامته وسواء كان الحرف مخففا او مشددا وإن كان مرفوعا جعل أمام الحرف نقطتان أيضا وإن كان منصوبا فكذلك أيضا إلا أن اهل النقط مختلفون في الموضع الذي تجعل فيه النقطتان وسنذكر ذلك مشروحا ونبين وجه الصواب من اختلافهم فيما بعد إن شاء الله فالمجرور نحو قوله من رب رب رحيم و من عذاب أليم وشبهه والمرفوع نحو قوله صم بكم عمى وما أشبهه .
فإن قال قائل من أين جعل أهل النقط علامة التنوين الذي هو نون خفيفة في اللفظ نقطة كنقطة الحركة قيل من حيث جعلها علامة لذلك من ابتدأ النقط من السلف اتباعا له واقتداء به كما حدثنا محمد بن علي الكاتب قال نا محمد بن القاسم قال نا أبي قال نا ابو عكرمة قال قال العتبي قال ابو الاسود للرجل الذي امسك عليه المصحف حين ابتدأ بنقطه فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقطه نقطتين .
قال أبو عمرو ويعني بالغنة التنوين لانه غنة من الخيشوم