عندهن وكذلك الهمزة أظهرت محققة أو ألقي حركتها على ساكن قبلها لانها مع ذلك في النية والتقدير وأما الخاء والغين فمن بين التنوين عندهما جعل النقطتين قبلهما متراكبتين على ما تقدم ومن اخفاه عندهما جعل النقطتين متتابعتين .
والعلة في تراكب التنوين عند حروف الحلق خاصة انه لما كان حكمه أن يبين عندهن لبعد المسافة التي بينه وبينهن في المخرج أبعدت النقطة التي هي علامته عن حرف الحلق بأن جعلت فوق الحركة ليؤذن بذلك بانقطاعه وانفصاله عنه ويدل به على تخليصه وبيانه .
وإن أتى بعد الاسم المنون في الاحوال الثلاث من النصب والجر والرفع باقي حروف المعجم سوى حروف الحلق من حروف اللسان والشفتين جعلت النقطتان من الحركة والتنوين متتابعتين واحدة أمام اخرى فالمتقدمة منهما التي تلي الحرف هي الحركة والمتأخرة هي التنوين لما ذكرناه .
فإن كان الحرف الآتي بعده أحد أربعة أحرف راء أو لام أو نون أو ميم جعل على كل واحد منها علامة التشديد ليدل بذلك على ان التنوين مدغم فيه قد صار معه من أجل الادغام بمنزلة حرف واحد مشدد وذلك نحو قوله غفور رحيم و هدى للمتقين و على هدى من ربهم و عاملة ناصبة وشبهه