وليس من ذلك قول أبي حاتم الرازي إذا كتبت فقمش وإذا حدثت ففتش .
وليكتب وليسمع ما يقع إليه من كتاب أو جزء على التمام ولا ينتخب فقد قال ابن المبارك ما انتخبت على عالم قط إلا ندمت .
وروينا عنه أنه قال لا ينتخب على عالم إلا بذنب .
وروينا أو بلغنا عن يحيى بن معين أنه قال سيندم المنتخب في الحديث حين لا تنفعه الندامة .
فإن ضاقت به الحال عن الاستيعاب وأحوج إلى الانتقاء والانتخاب تولى ذلك بنفسه إن كان أهلا مميزا عارفا بما يصلح للانتفاء والاختيار فإن كان قاصرا عن ذلك استعان ببعض الحفاظ لينتخب له .
وقد كان جماعة من الحفاظ متصدين للانتقاء على الشيوخ والطلبة تسمع وتكتب بانتخابهم منهم إبراهيم بن أرمة الأصبهاني وأبو عبد الله الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل وأبو الحسن الدارقطني وأبو بكر الجعابي في آخرين وكانت العادة جارية برسم الحافظ علامة في أصل الشيخ على ما ينتخبه فكان النعيمي أبو الحسن يعلم بصاد ممدودة وأبو محمد الخلال بطاء ممدودة وأبو الفضل الفلكي بصورة همزتين وكلهم يعلم بحبر في الحاشية اليمنى من الورقة .
وعلم الدارقطني في الحاشية اليسرى بخط عريض بالحمرة وكان أبو القاسم الالكائي الحافظ يعلم بخط صغير بالحمرة على أول إسناد الحديث .
ولا حجر في ذلك ولكل الخيار انتهى