قلت وقد روينا عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله A سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين .
وكأن المراد بهذا إن صح عنه راجع إلى المحكي عن الأصوليين ولكن في عبارته ضيق يوجب ألا يعد من الصحابة جرير بن عبد الله البجلي ومن شاركه في فقد ظاهر ما اشترطه فيهم ممن لا نعرف خلافا في عده من الصحابة .
وروينا عن شعبة عن موسى السبلاني وأثنى عليه خيرا قال أتيت أنس بن مالك فقلت هل بقي من أصحاب رسول الله A أحد غيرك قال بقي ناس من الأعراب قد رأوه فأما من صحبه فلا إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة .
ثم إن كون الواحد منهم صحابيا تارة يعرف بالتواتر وتارة بالاستفاضة القاصرة عن التواتر وتارة بأن يروى عن آحاد الصحابة أنه صحابي وتارة بقوله وإخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته .
الثانية للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك أمر مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة .
قال الله تبارك وتعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) الآية قيل اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله A .
وقال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ .
وقال سبحانه وتعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ) الآية .
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة منها حديث أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله A قال لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه