الثقة حديثا مخالفا لرواية من هو أحفظ منه [ وأضبط ] هلا اكتفى بقوله " الضابط " عن قوله " ولا يكون شاذا " لأن الضبط عبارة عن موافقة الثقات فيما يروونه فإن خالفهم لم يكن ضابطا وهذا معنى الشاذ ؟ فالجواب عن ذلك أن مخالفة الثقات على قسمين غالبة ونادرة فمتى خالف الثقات فيما رواه غالبا لم يكن حافظا ومتى خالفهم نادرا ولو في حديث واحد كانت مخالفته شذوذا فاحتاج المصنف أن يذكر في حد الصحيح السلامة من الشذوذ وكون الراوي ضابطا .
فإن قيل ( ع12 ) هلا اكتفى بذكر السلامة من الشذوذ عن اشتراط الضبط في الراوي ؛ لأن الشاذ هو الفرد المخالف وإخلال الضبط يوجد لمخالفة الثقات غالبا فحيث جعلنا الشذوذ يمنع من الحكم على الحديث بالصحة وهو المخالفة في فرد واحد فبطريق أولى أن يمنع من خالف ففي أفراد كثيرة غالبة على رواية الثقات وهو الذي قيل إنه يحصل به اختلال الضبط ؟ .
فالجواب أنه أراد أن ينص عليها حتى يعلم ذلك بطريق المنطوق