ظاهر كلام ابن الصلاح الوجوب وقد فعله غير واحد من متقدمي العلماء بل يقال مما الظاهر خلافه إن ما يورده البخاري في صحيحه عن شيوخه بصيغة قال لي أو قال لنا أو زادنا أو زادني أو ذكر لنا أو ذكر لي ونحوها مما حمله عنهم في المذاكرة كنوع وهن خامره أي خالطه بأن سمع من غير أصل أو كان هو أو شيخه يتحدث أو ينعس أو ينسخ في وقت الإسماع أو كان سماعه أو سماع شيخه بقراءة لحان أو مصحف أو كتابة التسميع حيث لم يكن المرء ذاكر السماع نفسه بخط من فيه نظر أو نحو ذلك .
وقد أورد أو داود في سننه عن شيخه محمد بن العلاء حديثا ثم قال بعده لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحب وكذا أورد فيها أيضا عن بندار حديثا طويلا ثم قال في آخره خفي على منه بعضه لمشاركة السماع في المذاكرة غالبا بهذه الصور في الوهن إذ الحفظ خوان وربما يقع فيها بسبب ذلك التساهل بل أدرجها ابن الصلاح فيما فيه بعض الوهن .
ولذا منع ابن مهدي وابن المبارك وأبو زرعة الرازي وغيرهم من التحمل عنهم فيها وامتنع أحمد وغيره من الأئمة من رواته ما يحفظونه إلا من كتبهم وفي إغفال البيان إيهام وإلباس يقرب من التدليس وكما يستحب البيان فيما تقدم وكذلك يستحب بيان ما فيه دلالة لمزيد ضبط وإتقان كتكرر سماعه للمروي وقد فعله غير واحد من الحفاظ فيقول حدثنا فلان غير مرة .
المسألة الثانية .
والمتن عن شخصين مقرونين من شيوخه الذين أخذ عنهم أو ممن فوقهم واحد منهما وثق والآخر جرح كحديث لأنس يرويه عنه مثلا ثابت البناني وأبان بن أبي عياش لا يحسن للراوي على وجه الاستحباب الحذف له أي للجروح وهو أبان والاقتصار على ثابت خوفا من أن يكون