وذلك من المهمات التي افتضح بسبب الجهل بها غير واحد من المصنفين وغيرهم .
و ( كتاب الطبقات الكبير ) ( لمحمد بن سعد كاتب الواقدي ) كتاب حفيل كثير الفوائد وهو ثقة غير أنه كثير الرواية فيه عن الضعفاء ومنهم ( الواقدي ) وهو ( محمد بن عمر ) الذي لا ينسبه .
والطبقة في اللغة عبارة عن القوم المتشابهين وعند هذا : فرب شخصين يكونان من طبقة واحدة لتشابههما بالنسبة إلى جهة ومن طبقتين بالنسبة إلى جهة أخرى لا يتشابهان فيها . ( فأنس بن مالك الأنصاري ) - وغيره من أصاغر الصحابة - مع العشرة وغيرهم من أكابر الصحابة من طبقة واحدة إذا نظرنا إلى تشابههم في أصل صفة الصحبة .
وعلى هذا : فالصحابة بأسرهم طبقة أولى والتابعون طبقة ثانية وأتباع التابعين طبقة ثالثة وهلم جرا .
وإذا نظرنا إلى تفاوت الصحابة في سوابقهم ومراتبهم كانوا - على ما سبق ذكره - بضع عشرة طبقة ولا يكون عند هذا ( أنس ) وغيره من أصاغر الصحابة من طبقة العشرة من الصحابة بل دونهم بطبقات .
والباحث الناظر في هذا الفن يحتاج إلى معرفة المواليد والوفيات ومن أخذوا عنه ومن أخذ عنهم ونحو ذلك والله أعلم