وهو لقب لنوع خاص من المنقطع . فكل معضل منقطع وليس كل منقطع معضلا .
وقوم يسمونه مرسلا كما سبق .
وهو عبارة عما سقط من إسناده اثنان فصاعدا .
وأصحاب الحديث يقولون : أعضله فهو معضل بفتح الضاد . وهو اصطلاح مشكل المأخذ من حيث اللغة وبحثت فوجدت له قولهم : أمر عضيل أي مستغلق ( 35 ) شديد . ولا التفات في ذلك إلى معضل - بكسر الضاد - وإن كان مثل عضيل في المعنى .
ومثاله : ما يرويه تابعي التابعي قائلا فيه : قال : رسول الله A وكذلك ما يرويه من دون تابعي التابعي عن رسول الله A أو عن أبي بكر وعمر وغيرهما غير ذاكر للوسائط بينه وبينهم .
وذكر ( أبو نصر السجزي الحافظ ) قول الراوي ( بلغني ) نحو قول مالك بلغني عن أبي هريرة : أن رسول الله A قال : ( ( للمملوك طعامه وكسوته . . ) ) الحديث وقال - أي السجزي - أصحاب الحديث يسمونه المعضل .
قلت : وقول المصنفين من الفقهاء وغيرهم : قال : رسول الله A كذا وكذا ونحو ذلك كله من قبيل المعضل لما تقدم . وسماه ( الخطيب أبو بكر الحافظ ) في بعض كلامه مرسلا وذلك على مذهب من يسمى كل مالا يتصل مرسلا كما سبق .
وإذا روى تابع التابع عن التابع حديثا موقوفا عليه وهو حديث متصل مسند إلى رسول الله A : فقد جعله ( الحاكم أبو عبد الله ) نوعا من المعضل .
مثاله : ما رويناه عن الأعمش عن الشعبي قال : ( يقال للرجل يوم القيامة : عملت كذا وكذا ؟ فيقول : ما عملته فيختم على فيه . . ) الحديث . فقد أعضله الأعمش وهو عند الشعبي : عن أنس عن رسول الله A متصل مسند .
قلت : هذا جيد حسن لأن هذا الانقطاع بواحد مضموما إلى الوقف يشتمل على الانقطاع باثنين : الصحابي ورسول الله A فذلك باستحقاق اسم الإعضال أولى والله أعلم