@ 359 @ $ 1 ( سورة مريم ) 1 $ .
! 7 < { كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِىَ مِن وَرَآئِى وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } > 7 ! قوله تعالى : { كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } . قد قدمنا الكلام على الحروف المقطعة في أوائل السور . كقوله هنا : { كهيعص } في سورة ( هود ) فأغنى عن إعادته هنا . وقوله { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ } خبر مبتدأ محذوف . أي هذا ذكر رحمة ربك . وقيل : مبتدأ خبره محذوف ، وتقديره : فيما يتلى عليكم ذكر رحمة ربك ، والأول أظهر . والقول بأنه خبر عن قوله ( كهيعص ) ظاهر السقوط لعدم ربط بينهما . وقوله : { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ } لفظة ( ذكر ) مصدر مضاف إلى مفعوله . ولفظة ( رحمة ) مصدر مضاف إلى فَاعله وهو ( ربك ) . وقوله { عَبْدِهِ } مفعول به للمصدر الذي هو ( رحمة ) المضاف إلى فاعله ، على حد قوله في الخلاصة : ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ } لفظة ( ذكر ) مصدر مضاف إلى مفعوله . ولفظة ( رحمة ) مصدر مضاف إلى فَاعله وهو ( ربك ) . وقوله { عَبْدِهِ } مفعول به للمصدر الذي هو ( رحمة ) المضاف إلى فاعله ، على حد قوله في الخلاصة : % ( وبعد جره الذي أضيف له % كمل بنصب أو برفع عمله ) % .
وقوله ( زكريا ) بدل من قوله ( عبده ) أو عطف بيان عليه . .
وقد بين جل وعلا في هذه الآية : أن هذا الذي يتلى في أول هذه السورة الكريمة هو ذكر الله رحمته التي رحم بها عبده زكريا حين ناداه نداء خفياً أي دعاء في سر وخفية . وثناؤه جل وعلا عليه يكون دعائه خفياً يدل على أن إخفاء الدعاء أفضل من إظهاره وإعلانه . وهذا المعنى المفهوم من هذه الآية جاء مصرحاً به في قوله تعالى : { قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } ، وقوله تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } . وإنما كان الإخفاء أفضل من الإظهار لأنه أقرب إلى الإخلاص ، وأبعد من الرياء . فقول من قال : إن سبب إخفائه دعاءه أنه خوفه من قومه أن يلوموه على طلب الولد ، في حالة لا يمكن فيها الولد عادة لكبر