@ 4 @ النَّبي صلى الله عليه وسلم طبق من تين ) وساق النص المتقدم . ثم قال : وفي ثبوت هذا نظر . .
وقد ذكر المفسرون وابن القيم وصاحب القاموس : للتين خواص ، وقالوا : إنها مما تجعله محلاً للقسم به ، وجزم ابن القيم : أنه المراد في السورة . .
ومما ذكروا من خواصه ، قالوا : إنه يجلو رمل الكلى والمثانة ويؤمن من السموم ، وينفع خشونة الحلق والصدر وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال ، وينقي الخلط البلغمي من المعدة ، ويغذي البدن غذاء جيداً ، ويابسه يغذي وينفع العصب . .
وقال جالينوس : وإذا أكل مع الجوز والسذاب ، قبل أخذ السم القاتل نفع ، وحفظ من الضر ، وينفع السعال المزمن ويدر البول ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح ، ولأكله على الريق منفعة عجيبة . .
وقال ابن القيم : لما لم يكن بأرض الحجاز والمدينة ، لم يأت له ذكر في السنة ، ولكن قد أقسم الله به في كتابه ، لكثرة منافعه وفوائده . .
والصحيح : أن المقسم به هو التين المعروف . ا ه . .
وكما قال ابن القيم رحمة اللَّه : لم يذكر في السنة لعدم وجوده بالحجاز والمدينة ، فكذلك لم يأت ذكره في القرآن قط إلاَّ في هذا الموضع ، ولم يكن من منابت الحجاز والمدينة لمنافاة جوه لجوها ، وهو وإن وجد أخيراً إلاَّ أنه لا يجود فيها جودته في غيرها . .
فترجح أن المراد بالتين هو هذا المأكول ، كما جاء عمن سمينا : ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن . .
أما الزيتون ، فقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في المقدمة ، أن من أنواع البيان إذا اختلف في المعنى المراد ، وكان مجيء أحد المعنيين أو المعاني المحتملة أكثر في القرآن ، فإنه يكون أولى بحمل اللفظ عليه . .
وقد جاء ذكر الزيتون في القرآن عدة مرات مقصوداً به تلك الشجرة المباركة ، فذكر في ضمن الأشجار خاصة في قوله تعالى من سورة الأنعام { وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ } إلى قوله { إِنَّ فِى ذالِكُمْ لاٌّ يَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، وسماها بذاتها في قوله تعالى من سورة المؤمنين { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ