@ 62 @ .
فالمغيرات صبحا ، الخيل تغير على العدو وقت الصبح . .
وعلى القول الأول : فالإبل تغير بالحجاج صبحاً من مزدلفة إلى منى يوم النحر . .
فأثرن به نقعاً : أي غباراً . قال به . أي : بالصبح أو به . أي بالعدو . .
والمفهوم من العاديات : توسطن به جمعاً ، أي دخلن في وسط جمع أي خلق كثير من الكفار . .
ونظير هذا المعنى قول بشر بن أبي حازم : ونظير هذا المعنى قول بشر بن أبي حازم : % ( فوسطن جمعهم وأفلت حاجب % تحت العجاجة في الغبار الأقتم ) % .
وعلى القول الثاني الذي يقول : العاديات الإبل تحمل ، الحجيج . .
فمعنى قوله : { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } ، أي صرن بسبب ذلك العدو ، وسط جمع . وهي المزدلفة ، وجمع اسم من أسماء المزدلفة . .
ويدل لهذا المعنى قول صفية بنت عبد المطلب ، عمة النَّبي صلى الله عليه وسلم وأم الزبير بن العوام رضي الله عنهما : وأم الزبير بن العوام رضي الله عنهما : % ( فلا والعاديات مغبرات جمع % بأيدها إذا سطع الغبار ) % .
وهذا الذي ساقه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، قد جمع أقوال جميع المفسرين في هذه الآيات ، وقد سقته بحروفه لبيانه للمعنى كاملاً . .
ولكن مما قدمه رحمة الله تعالى علينا وعليه أن من أنواع البيان في الأضواء : أنه إذا اختلف علماء التفسير في معنى وفي الآية قرينة . ترد أحد القولين أو تؤيد أحدهما فإنه يشير إليه . .
وقد وجدت اختلاف المفسرين في هذه الآيات في نقطة أساسية من هذه الآيات مع اتفاقهم في الألفاظ ، ومعانيها والأسلوب وتراكيبه . .
ونقطة الخلاف هي معنى الجمع الذي توسطن به ، أهو المزدلفة لأن من أسمائها جمع كما في الحديث : ( وقفت ها هنا وجمع كلها موقف ) . وهذا مروي عن علي رضي الله عنه ، في نقاش بينه وبين ابن عباس . ساقه ابن جرير .