@ 149 @ .
وقوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ } ، أما المعنى العام فإن القرآن كله ، والرسالة المحمدية كلها ، بل وجميع الرسالات : إنما جاءت لتقرير هذا المعنى ، بأن الله سبحانه واحد أحد . بل كل ما في الوجود شاهد على ذلك . .
كما قيل : كما قيل : % ( وفي كل شيء له آية % تدل على أنه الواحد ) % .
أما نصوص القرآن على ذلك فهي أكثر من أن تحصى ، لأنها بمعنى لا إله إلا اللَّه . .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، إشارة إلي ذلك في أول الصافات وفي غيرها ، وفي البقرة { وَإِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ } . .
وفي التوبة : { وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَاهاً وَاحِداً لاَّ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ } ، فجاء مقرونا بلا إلاه إلاَّ اللَّه . .
وفي ص قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَاهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } . .
وكما قدمنا أن الرسالة كلها جاءت لتقرير هذا المعنى ، كما في قوله : { هَاذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَاهٌ وَاحِدٌ } ، سبحانه جل جلاله وتقدست أسماؤه ، وتنزهت صفاته ، فهو واحد أحد في ذاته وفي أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله . .
وقد جاء القرآن بتقرير هذا المعنى عقلاً كما قرره نقلاً ، وذلك في قوله تعالى : { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ ءَالِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا } . .
وقوله : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا } . .
فدل على عدم فسادهما بعدم تعددهما ، وجمع العقل والنقل في قوله : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَاهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } .