@ 10 @ . $ 1 ( سورة البقرة ) 1 $ ! 7 < { قوله تعالى هد للمتقين * } > 7 ! صرح في هذه الآية بأن هذا القرءان { هدى للمتقين } ويفهم من مفهوم الآية أعني مفهوم المخالفة المعروف بدليل الخطاب أن غير المتقين ليس هذا القرءان هدى لهم وصرح بهذا المفهوم في آيات أخر كقوله : { قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر وهو عليهم عمى } وقوله : { وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } وقوله : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءامنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون } وقوله تعالى : { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا الآيتين } . .
ومعلوم أن المراد بالهدى في هذه الآية الهدى الخاص الذي هو التفضل بالتوفيق إلى دين الحق لا الهدى العام الذي هو إيضاح الحق . .
{ ومما رزقناهم ينفقون } عبر في هذه الآية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على أنه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله . ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي إنفاقه والذي ينبغي إمساكه . ولكنه بين في مواضع أخر أن القدر الذي ينبغي إنفاقه : هو الزائد على الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها وذلك كقوله : { ويسألونك ماذا ينفقون قل } العفو المراد بالعفو : الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات وهو مذهب الجمهور . .
ومنه قوله تعالى : { حتى عفوا } أي : كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم .