@ 288 @ ذلك وأن الإنحراف عنه ويحتمل أن يكون الظن على بابه والضميران للرسل والمكذبون مؤمنو من أرسل إليه أي مما طالت المواعيد حسب الرسل أن المؤمنين أولا قد كذبوهم وارتابوا بقولهم . .
وأما القراءة الثانية وهي ضم الكاف وكسر الذال وتخفيفها فيحتمل أن يكون المعنى حتى إذا استيأس الرسل من النصر أو من إيمان قومهم على اختلاف تأويل المفسرين في ذلك وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوه من النبوءة أو فيما توعدوهم به من العذاب لما طال الإمهال واتصلت العافية فلما كان المرسل إليهم على هذا التأويل مكذبين بني الفعل للمفعول في قوله كذبوا هذا مشهور قول ابن عباس وابن جبير وأسند الطبري أن مسلم بن يسار قال لسعيد بن جبير يا أبا عبد الله آية بلغت مني كل مبلغ ! 2 < حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا > 2 ! فهذا هو أن تظن الرسل أنهم قد كذبوا مخففة . .
فقال له ابن جبير يا أبا عبد الرحمن إنما يئس الرسل من قومهم أن يجيبوهم وظن قومهم أن الرسل كذبتهم فحينئذ جاء النصر . .
فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال فرجت عني فرج الله عنك . .
قال القاضي أبو محمد فرضي الله عنهم كيف كان خلقهم في العلم . .
وقال بهذا التأويل في هذه القراءة ابن مسعود ومجاهد ورجح أبو علي الفارسي هذا التأويل وقال إن رد الضمير في ! 2 < ظنوا > 2 ! وفي كذبوا على المرسل إليهم وإن كان لم يتقدم لهم ذكر صريح جائز لوجهين .
أحدهما أن ذكر الرسل يقتضي ذكر مرسل إليه . .
والآخر أن ذكرهم قد أشير إليه في قوله ! 2 < عاقبة الذين > 2 ! وتحتمل هذه القراءة أيضا أن يكون الضمير في ! 2 < ظنوا > 2 ! وفي ! 2 < كذبوا > 2 ! عائد على الرسل والمعنى كذبهم من أخبرهم عن الله والظن على بابه وحكى هذا التأويل قوم من أهل العلم والرسل بشر فضعفوا وساء ظنهم قاله ابن عباس وابن مسعود أيضا وابن جبير وقال ألم يكونوا بشرا وقال ابن مسعود لمن سأله عن هذا هو الذي نكره . .
وردت هذا التأويل عائشة أم المؤمنين وجماعة من أهل العلم وأعظموا أن توصف الرسل بهذا . .
وقال أبو علي الفارسي هذا غير جائز على الرسل . قال القاضي أبو محمد وهذا هو الصواب وأين العصمة والعلم .
وأما القراءة الثالثة وهي فتح الكاف والذال فالضمير في ! 2 < ظنوا > 2 ! للمرسل إليهم والضمير في كذبوا للرسل ويحتمل أن يكون الضميران للرسل أي ظن الرسل أنهم قد كذبوا من حيث نقلوا الكذب وإن كانوا لم يتعمدوه فيرجع هذا التأويل إلى المعنى المردود الذي تقدم ذكره . .
وقوله ! 2 < جاءهم نصرنا > 2 ! أي بتعذيب أممهم الكافرة ثم وصف حال مجيء العذاب في أنه ينجي الرسل وأتباعهم وهم الذين شاء رحمتهم ويحل بأسه بالمجرمين الكفرة . .
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي فننجي بنونين من أنجى . .
وقرأ الحسن فننجي النون الثانية مفتوحة وهو من نجى ينجي . .
وقرأ أبو عمرو أيضا وقتادة فنجي بنون واحدة وشد الجيم وسكون الياء فقالت فرقة إنها كالأولى أدغمت النون الثانية في الجيم ومنع بعضهم أن