@ 314 @ بما ترى من قومك وتلقى منهم فليس ذلك ببدع ولا نكير قد تقدم هذا في الأمم وأمليت لهم أي مددت المدة وأطلت والإملاء الإمهال على جهة الإستدراج وهو من الملاوة من الزمن ومنه تمليت حسن العيش وقوله ^ فكيف كان عقاب ^ تقرير وتعجيب في ضمنه وعيد للكفار المعاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم . .
قوله عز وجل $ سورة الرعد 33 - 35 $ .
هذه الآية راجعة بالمعنى إلى قوله ^ وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو ^ والمعنى ^ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ^ أحق بالعبادة أم الجمادات التي لا تنفع ولا تضر هذا تأويل ويظهر أن القول مرتبط بقوله ! 2 < وجعلوا لله شركاء > 2 ! كأن المعنى أفمن له القدرة والوحدانية ويجعل له شريك أهل أن ينتقم ويعاقب أم لا . .
والأنفس من مخلوقاته وهو قائم على الكل أي محيط به لتقرب الموعظة من حس السامع . .
ثم خص من أحوال الأنفس حال كسبها ليتفكر الإنسان عند نظر الآية في أعماله وكسبه . .
وقوله ^ قل سموهم ^ أي سموا من له صفات يستحق بها الألوهية ثم أضرب القول وقرر هل تعلمون الله ! 2 < بما لا يعلم > 2 ! . .
وقرأ الحسن هل تنبئونه بإسكان النون وتخفيف الباء و ! 2 < أم > 2 ! هي بمعنى بل وألف الإستفهام هذا مذهب سيبويه وهي كقولهم إنها لإبل أم شاء . .
ثم قررهم بعد هل يريدون تجويز ذلك بظاهر من الأمر لأن ظاهر الأمر له إلباس ما وموضع من الإحتمال وما لم يكن إلا بظاهر القول فقط فلا شبهة له . .
وقرأ الجمهور زين على بناء الفعل للمفعول مكرهم بالرفع وقرأ مجاهد زين على بنائه للفاعل مكرهم بالنصب أي زين الله و ^ مكرهم ^ لفظ يعم أقوالهم وأفعالهم التي كانت بسبيل مناقضة الشرع . .
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وصدوا بضم الصاد وهذا على تعدي الفعل وقرأ الباقون هنا وفي صم المؤمن بفتحها وذلك يحتمل أن يكون صدوا أنفسهم أو صدوا غيرهم وقرأ يحيى بن وثاب وصدوا بكسر الصاد .