@ 513 @ فائد وموسى الأسواري أغفلنا قلبه على معنى أهمل ذكرنا وتركه قال ابن جني المعنى من ظننا غافلين عنه وذكر أبو عمرو الداني أنها قراءة عمرو بن عبيد والفرط يحتمل أن يكون بمعنى التفريط والتضييع أي أمره الذي يجب أن يلتزم ويحتمل أن يكون بمعنى الإفراط والإسراف أي أمره وهواه الذي هو بسبيله وقد فسره المتأولون بالعبارتين أعني التضييع والإسراف وعبر خباب عنه بالهلاك وداود بالندامة وابن زيد بالخلاف للحق وهذا كله تفسير بالمعنى وقوله تعالى ! 2 < وقل الحق > 2 ! الآية المعنى وقل لهم يا محمد هذا ! 2 < الحق من ربكم > 2 ! أي هذا القرآن أو هذا الإعراض عنكم وترك الطاعة لكم وصبر النفس مع المؤمنين وقرأ قعنب وأبو السمال وقل بفتح اللام قال أبو حاتم وذلك رديء في العربية وقوله ! 2 < فمن شاء فليؤمن > 2 ! الآية توعد وتهديد أي فليختر كل امرئ لنفسه ما يجده غدا عند الله عز وجل وتأولت فرقة ! 2 < فمن شاء > 2 ! الله إيمانه ! 2 < فليؤمن ومن شاء > 2 ! الله كفره ! 2 < فليكفر > 2 ! وهو متوجه أي فحقه الإيمان وحقه الكفر ثم عبر عن ذلك بلفظ الأمر إلزاما وتحريضا ومن حيث للإنسان في ذلك التكسب الذي به يتعلق ثواب الإيمان وعقاب الكفر وقرأ الحسن وعيسى الثقفي فليؤمن وليكفر بكسر اللامين ! 2 < وأعتدنا > 2 ! مأخوذ من العتاد وهو الشيء المعد الحاضر والسرادق وهو الجدار المحيط كالحجرة التي تدور وتحيط الفسطاط وقد تكون من نوع الفسطاط أديما أو ثوبا أو نحوه ومنه قول رؤبة .
( يا حكم بن المنذر بن الجارود % سرادق والمجد عليك ممدود ) + الرجز + .
ومنه قول سلامة بن جندل .
( هو المولج النعمان بيتا سماؤه % صدور الفيول بعد بيت مسردق ) + الطويل + .
وقال الزجاج السرادق كل ما أحاط بشيء . .
قال القاضي أبو محمد وهو عندي أخص مما قال الزجاج واختلف في سرادق النار فقال ابن عباس ! 2 < سرادقها > 2 ! حائط من نار وقالت فرقة ! 2 < سرادقها > 2 ! دخان يحيط بالكفار وقوله تعالى ( انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ) وقالت فرقة الإحاطة هي في الدنيا والسرادق البحر وروي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يعلى بن أمية فيجيء قوله تعالى ! 2 < أحاط بهم > 2 ! أي بالبشر ذكر الطبري الحديث عن يعلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البحر هي جهنم وتلا هذه الآية ثم قال والله لا أدخله أبدا أو ما دمت حيا وروي عنه أيضا عليه السلام من طريق أبي سعيد الخدري أنه قال سرادق النار أربعة جدور كتف عرض كل جدار مسيرة أربعين سنة وقوله عز وجل ! 2 < يغاثوا > 2 ! أي يكون لهم مقام الغوث وهذا نحو قول الشاعر .
( تحية بينهم ضرب وجيع % ) + الوافر + .
أي القائم مقام التحية والمهل قال أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو دردي الزيت إذا انتهى حده وقالت فرقة هو كل مائع سخن حتى انتهى حره وقال ابن مسعود وغيره هو كل ما أذيب من ذهب أو فضة أو رصاص أو نحو هذا من الفلز حتى يميع وروي أن عبد الله بن مسعود أهديت إليه سقاية من ذهب أو فضة فأمر بها فأذيبت حتى تميعت وتلونت ألوانا ثم دعا من ببابه من أهل الكوفة فقال ما رأيت في الدنيا