@ 528 @ الخضر عند موقع نهر عظيم في البحر وقالت فرقة البحران إنما هما كناية عن موسى والخضر لأنهما بحرا علم وهذا قول ضعيف والأمر بين من الأحاديث أنه إنما رسم له ماء بحر وقوله ! 2 < أو أمضي حقبا > 2 ! معناه أو أمضي على وجهي زمانا واختلف القراء فقرأ الحسن والأعمش وعاصم حقبا بسكون القاف وقرأ الجمهور حقبا بضمه وهو تثقيل حقب وجمع الحقب أحقاب واختلف في الحقب فقال عبد الله بن عمرو ثمانون سنة وقال مجاهد سبعون وقال الفراء الحقب سنة واحدة وقال ابن عباس وقتادة أزمان غير محدودة وقالت فرقة الحقب جمع حقبة وفي السنة كأنه قال أو أمضي سنين . .
قوله عز وجل $ الكهف 62 - 65 $ .
الضمير في قوله ! 2 < بينهما > 2 ! للبحرين قاله مجاهد وقيل هو لموسى والخضر والأول أصوب وقرأ عبيد الله بن مسلم مجمع بكسر الميم الثانية وقال ! 2 < نسيا > 2 ! وإنما كان النسيان من الفتى وحده نسي أن يعلم موسى بما رأى من حاله من حيث كان لهما زادا وكانا بسبب منه فنسب فعل الواحد فيه إليهما وهذا كما تقول فعل بنو فلان لأمر إنما فعله منهم بعض وروي في الحديث أن يوشع رأى الحوت قد حش من المكتل إلى البحر فرآه قد اتخذ السرب وكان موسى نائما فأشفق أن يوقظه وقال أوخر حتى يستيقظ فلما استيقظ نسي يوشع أن يعلمه ورحلا حتى جاوزا والسبيل المسلك والسرب المسلك في جوف الأرض فشبه به مسلك الحوت في الماء حين لم ينطبق الماء بعده بل بقي كالطاق وهذا الذي ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقاله جمهور المفسرين أن الحوت بقي موضع سلوكه فارغا وقال قتادة صار موضع سلوكه حجرا صلدا . .
وقال ابن زيد إنما اتخذ ^ سبيله سربا ^ في البر حتى وصل إلى البحر ثم عام على العادة . .
قال القاضي أبو محمد وهؤلاء يتأولون ! 2 < سربا > 2 ! بمعنى تصرفا وجولانا من قولهم فحل سارب أي مهمل يرعى حيث شاء ومنه قوله تعالى ! 2 < وسارب بالنهار > 2 ! أي متصرف وقالت فرقة اتخذ ! 2 < سربا > 2 ! في التراب من المكتل إلى البحر وصادف في طريقه حجرا فثقبه وظاهر الأمر أن السرب إنما كان في الماء ومن غريب ما روي في البخاري عن ابن عباس من قصص هذه الآية أن الحوت إنما حيي لأنه مسه ماء عين هنالك تدعى عين الحياة ما مست قط شيئا إلا حيي ومن غريبه أيضا أن بعض المفسرين ذكر أن موضع سلوك الحوت عاد حجرا طريقا وأن موسى مشى عليه متبعا للحوت حتى أفضى ذلك