@ 5 @ معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا فهو صدقة ويوهنه ذكر العاقر والأكثر من المفسرين على أنه أراد وراثة المال ويحتمل قول النبي صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء لا نورث أن لا يريد به العموم بل على أنه غالب أمرهم فتأمله والأظهر الأليق ب ^ زكرياء ^ عليه السلام أن يريد وراثة العلم والدين فتكون الوراثة مستعارة ألا ترى أنه إنما طلب ! 2 < وليا > 2 ! ولم يخصص ولدا فبلغه الله أمله على أكمل الوجوه وقال أبو صالح وغيره قوله ! 2 < يرثني > 2 ! يريد المال وقوله ( ويرث من آل يعقوب ) يريد العلم والنبوة وقال السدي رغب ^ زكرياء ^ في الولد . و ! 2 < خفت > 2 ! من الخوف هي قراءة الجمهور وعليها هو هذا التفسير وقرأ عثمان بن عفان رضي الله عنه وزيد بن ثابت وابن عباس وسعيد بن العاصي وابن يعمر وابن جبير وعلي بن الحسين وغيرهم خفت بفتح الخاء والفاء وشدها وكسر التاء على إسناد الفعل إلى ! 2 < الموالي > 2 ! والمعنى على هذا انقطع أوليائي وماتوا وعلى هذه القراءة فإنما طلب ! 2 < وليا > 2 ! يقول بالدين و ! 2 < الموالي > 2 ! بنو العم والقرابة الذين يلون بالنسب وقوله ! 2 < من ورائي > 2 ! أي من بعدي في الزمن فهم الولاء على ما بيناه في سورة الكهف وقال أبو عبيدة في هذه الآية أي من بين يدي ومن أمامي وهذا قلة تحرير وقرأ ابن كثير من ورائي بالمد والهمز وفتح الياء وقرأ أيضا ابن كثير من وراي بالياء المفتوحة مثل عصاي والباقون همزوا ومدوا وسكنوا الياء والعاقر من النساء التي لا تلد من غير كبرة وكذلك العاقر من الرجال . .
ومنه قول عامر بن الطفيل .
( لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا % جبانا فما عذري لدى كل محضر ) .
و ! 2 < زكريا > 2 ! عليه السلام لما رأى من حاله إنما طلب ! 2 < وليا > 2 ! ولم يصرح بولد لبعد ذلك عنده بسبب المرأة ثم وصف الولي بالصفة التي هي قصده وهو أن يكون وارثا وقالت فرقة بل طلب الولد ثم شرط أن تكون الإجابة في أن يعيش حتى يرثه تحفظا من أن تقع الإجابة في الولد لكن يخترم فلا يتحصل منه الغرض المقصود وقرأ الجمهور ويرثني برفع الفعلين على معنى الصفة للولي وقرأ أبو عمرو والكسائي يرثني ويرث بجزم الفعلين وهذا على مذهب سيبويه ليس هو جواب هب إنما تقديره إن تهبه يرثني والأول أصوب في المعنى لأنه طلب وارثا موصوفا ويضعف الجزم أنه ليس كل موهوب يرث وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وغيرهما يرثني وارث من آل يعقوب قال أبو الفتح هذا هو التجريد التقدير يرثني منه أو به وارث وقرأ مجاهد يرثني ويرث بنصب الفعلين وقرأت فرقة يرثني أو يرث من آل يعقوب على التصغير وقوله من ! 2 < آل يعقوب > 2 ! يريد يرث منهم الحكمة والحبورة والعلم والنبوءة والميراث في هذه كلها استعارة و ! 2 < رضيا > 2 ! معناه مرضي فهو فعيل بمعنى مفعول .
قوله عز وجل . $ سورة مريم الآية 711 $