@ 519 @ وأما الاتخاذ المعهود في الشاهد فمستحيل أن يتوهم في جهة الله تعالى ولا يستقيم عليه معنى قوله ! 2 < لاصطفى > 2 ! وقوله ! 2 < وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا > 2 ! [ مريم : 92 ] لفظ يعم اتخاذ النسل واتخاذ الأصفياء فأما الأول فمعقول وأما الثاني فمعروف لخبر الشرع ومما يدل على أن معنى قوله أن يتخذ الاصطفاء والتبني قوله ! 2 < مما يخلق > 2 ! أي من موجوداته ومحدثاته ثم نزه تعالى نفسه تنزيها مطلقا عن جميع ما لا يكون مدحة واتصافه تعالى ب ! 2 < القهار > 2 ! اتصاف على الإطلاق لأن أحدا من البشر إن اتصف بالقهر فمقيد في أشياء قليلة وهي في حين قهره لغيره مقهور لله تعالى عن أشياء كثيرة .
وقوله ! 2 < بالحق > 2 ! معناه بالواجب الواقع موقعه الجامع للمصالح .
وقوله ! 2 < يكور > 2 ! معناه يعيد من هذا على هذا ومنه كور العمامة التي يلتوي بعضها على بعض فكأن الذي يطول من النهار أو الليل يصير منه على الآخر جزء فيستره وكأن الآخر الذي يقصر يلج في الذي يطول فيستتر فيه فيجيء ! 2 < يكور > 2 ! على هذا معادلا لقوله ! 2 < يولج > 2 ! [ الحج : 61 ، لقمان : 29 ، فاطر : 13 ، الحديد : 6 ] ضدا له وقال أبو عبيدة هما بمعنى وهذا من قوله تقرير لا تحرير وتسخير الشمس دوامها على الجري واتساق أمرها على ما شاء الله تعالى والأجل المسمى يحتمل أن يكون يوم القيامة حين تنفسد البنية ويزول جري هذه الكواكب ويحتمل أن يريد وقت مغيبها كل يوم وليلة ويحتمل أن يريد أوقات رجوعها إلى قوانينها كل شهر في القمر وسنة في الشمس $ قوله عز وجل في سورة الزمر من 6 $ .
النفس الواحدة المرادة في الآية هي نفس آدم عليه السلام قاله قتادة وغيره ويحتمل أن يكون اسم الجنس .
وقوله تعالى ! 2 < ثم جعل > 2 ! ظاهر اللفظ يقتضي أن جعل الزوجة من النفس هو بعد أن خلق الخلق منها وليس الأمر كذلك .
واختلف الناس في تأويل هذا الظاهر فقالت فرقة قوله ! 2 < خلقكم من نفس واحدة > 2 ! هو اخذ الذرية من ظهر آدم وذلك شيء كان قبل خلق حواء وقالت فرقة إنما هي لترتيب الأخبار لا لترتيب المعاني كأنه قال ثم كان من أمره قبل ذلك أن جعل منها زوجها وفي نحو هذا المعنى ينشد هذا البيت أبو النواس .
( قل لمن ساد ثم ساد أبوه % ثم قد ساد قبل ذلك جده ) + الخفيف + .
وقالت فرقة قوله ! 2 < خلقكم من نفس واحدة > 2 ! عبارة عن سبق ذلك في علم الله تعالى فلما كان