@ 539 @ ثم خاطب تعالى نبيه بخبر يراه يوم القيامة من حالة الكفار في ضمن هذا الخبر وعيد بين لمعاصريه .
وقوله ! 2 < تري > 2 ! هو من رؤية العين وكذبهم على الله هو في أن جعلوا لله البنات والصاحبة وشرعوا ما لم يأذن به إلى غير ذلك .
وقوله ! 2 < وجوههم مسودة > 2 ! جملة في موضع الحال وظاهر الآية أن لون وجوههم يتغير ويسود حقيقة ويحتمل أن يكون في العبارة تجوز وعبر بالسواد عن أن يراد به وجوههم وغالب همهم وظاهر كآبتهم والمثوى موضع الثواء والإقامة والمتكبر رافع نفسه إلى فوق حقه وقال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر سفه وغمط الناس أي احتقارهم $ قوله عز وجل في سورة الزمر من 61 - 65 $ .
ذكر الله تعالى المتقين ونجاتهم ليعادل بذلك ما تقدم من ذكر الكفرة وفي ذلك ترغيب في حالة المتقين لأن الأشياء تتبين بأضدادها .
وقرأ جمهور القراء بمفازتهم وذلك على اسم الجنس وهو مصدر من الفوز وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكرعن عاصم بمفازاتهم على الجمع من حيث النجاة أنواع الأسباب مختلفة وهي قراءة الحسن والأعرج وأبي عبد الرحمن والأعمش وفي الكلام حذف مضاف تقديره وينجي الله الذين اتقوا بأسباب أو بدواعي مفازاتهم قال السدي ! 2 < بمفازتهم > 2 ! بفضائلهم وقال ابن زيد بأعمالهم .
وقوله تعالى ^ الله خالق كل شيء ^ كلام مستأنف دال على الوحدانية وهو عموم معناه الخصوص والوكيل القائم على الأمر الزعيم بإكماله وتتميمه والمقاليد المفاتيح وقاله ابن عباس واحدها مقلاد مثل مفتاح وفي كتاب الزهراوي واحد المقاليد إقليد وهذه استعارة كما تقول بيدك يا فلان مفتاح هذا الأمر إذا كان قديرا على السعي فيه وقال السدي المقاليد الخزائن وهذه عبارة غير جيدة ويشبه أن يقول قائل المقاليد إشارة إلى الخزائن أو دالة عليها فيسوغ هذا القول كما أن الخزائن أيضا في جهة الله إنما تجيء استعارة بمعنى اتساع قدرته وأنه يبتدع ويخترع ويشبه أن يقال فيما قد أوجد من المخلوقات كالريح والماء وغير ذلك إنها في خزائنه وهذا كله بتجوز على جهة التقريب والتفهيم للسامعين وقد ورد القرآن بذكر الخزائن ووقعت في الحديث الصحيح في قوله عليه السلام وما فتح