@ 73 @ .
والنعمة بفتح النون غضارة العيش ولذاذة الحياة والنعمة بكسر النون أعم من هذا لأن النعمة بالفتح هي من جملة النعم بالكسر وقد تكون الأمراض والآلام والمصائب نعما ولا يقال فيها نعمة بالفتح .
وقرا أبو رجاء ( ونعمة ) بالنصب .
وقرأ جمهور الناس ( فاكهين ) بمعنى ناعمين .
والفاكه الطيب النفس او يكون بمعنى أصحاب فاكهة كلابن وتامر .
وقرا أبو رجاء والحسن بخلاف عنه وابن القعقاع ( فكهين ) ومعناه قريب من الأول لأن الفكه يستعمل كثيرا في المستخف المستهزىء فكانه هنا يقول كانوا في هذه النعمة مستخفين بشكرها والمعرفة بقدرها .
وقوله ! 2 < كذلك وأورثناها > 2 ! معناه الأمر كذلك وسماها وراثة من حيث كانت أشياء أناس وصلت الى قوم آخرين من بعد موت الأولين وهذه حقيقة الميراث في اللغة وربطها الشرع بالنسب وغيره من أسباب الميراث والاخرون من ملك مصر بعد القبط .
وقال قتادة القوم الآخرون هو بنو إسرائيل وهذا ضعيف لأنه لم يرو ان بني إسرائيل رجعوا إلى مصر في شيء من ذلك الزمان ولا ملكوها قط الا ان يريد قتادة انهم ورثوا نوعها في بلاد الشام وقد ذكر الثعلبي عن الحسن ان بني إسرائيل رجعوا الى مصر بعد هلاك فرعون .
قوله عز وجل $ سورة الدخان 29 - 36 $ .
نفت هذه الآية ان تكون السماء والارض بكت على قوم فرعون فاقتضى ان للسماء والأرض بكاء .
واختلف المتأولون في معنى ذلك فقال علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد وابن جبير إن الرجل المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض موضع عبادته أربعين صباحا وبكى عليه من السماء موضع صعود عمله قالوا فلم يكن في قوم فرعون من هذه حاله فهذا معنى الآية .
وقال السدي وعطاء بكاء السماء حمرة أطرافها .
وقالوا إن السماء احمرت يوم قتل الحسين بن علي وكان ذلك بكاء عليه وهذا هو معنى الآية .
قال القاضي أبو محمد والمعنى الجيد في الآية أنها استعارة باهية فصيحة تتضمن تحقير امرهم وانهم لم يتغير عن هلاكهم شيء وهذا نحو قوله تعالى ! 2 < وإن كان مكرهم لتزول > 2 ! إبراهيم 46 على قراءة من قرأ ( لتزول ) بكسر اللام ونصب الفعل وجعل ! 2 < أن > 2 ! إبراهيم 46 نافية ومثل هذا المعنى قول النبي عليه السلام ( لا ينتطح فيهاعنزان ) فإنه يتضمن التحقير لكن هذه الألفاظ هي بحسب ما قيلت فيه