@ 94 @ .
واختلف الناس في قوله ! 2 < ما أدري ما يفعل بي ولا بكم > 2 ! فقال ابن عباس وانس بن مالك والحسن وقتادة وعكرمة معناه في الاخرة وكان هذا في صدر الإسلام ثم بعد ذلك عرفه الله تعالى بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبان المؤمنين لهم من الله فضل كبير وهو الجنة وبأن الكافرين في نار جهنم والحديث الذي وقع في جنازة عثمان بن مظعون يؤيده هذا وهو قوله ( فوالله ما ادري وانا رسول الله ما يفعل بي ) وفي بعض الرواية ( به ) ولا حجة في الحديث على رواية ( به ) والمعنى عندي في هذا القول انه لم تكشف له الخاتمة فقال لا ادري واما ان من وافى على الايمان فقد أعلم بنجاته من اول الرسالة والا فكان للكفار ان يقولوا وكيف تدعونا إلى ما لا تدري له عاقبة وقال الحسن أيضا وجماعة .
معنى الآية ! 2 < وما أدري ما يفعل بي ولا بكم > 2 ! في الدنيا من ان انصر عليكم او من ان تمكنوا مني ونحو هذا من المعنى .
وقالت فرقة معنى الآية ^ وما يفعل بي ولا بكم ^ من الأوامر والنواهي وماتلزم الشريعة من اعراضها .
وحكى الطبري عن بعضهم أنه قال نزلت الاية في امر كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتظره من الله في غير الثواب والعقاب وروي عن ابن عباس انه لما تأخر خروج النبي عليه السلام من مكة حين رأى في النوم انه يهاجر إلى أرض ذات نخل وسبخة قلق المسلمون لتاخر ذلك فنزلت هذه الآية .
وقوله ! 2 < إن أتبع إلا ما يوحى إلي > 2 ! معناه الاستسلام والتبري من علم المغيبات والوقوف مع النذارة من عذاب الله عز وجل .
قوله عز وجل $ سورة الأحقاف 10 - 11 $ .
هذه الآية توقيف على الخطر العظيم الذي هم بسبيله في ان يكذبوا بأمر نافع لهم منج من العذاب دون حجة ولا دليل لهم على التكذيب فالمعنى كيف حالكم مع الله وماذا تنتظرون منه وأنتم قد كفرتم بما جاء من عنده وجواب هذا التوقيف محذوف تقديره أليس قد ظلمتم ودل على هذا المقدر قوله تعالى ! 2 < إن الله لا يهدي القوم الظالمين > 2 ! و ! 2 < أرأيتم > 2 ! في هذه الآية يحتمل ان تكون منبهة فهي لفظ موضوع للسؤال لا يقتضي مفعولا ويحتمل ان تكون الجملة ! 2 < كان > 2 ! وما عملت فيه تسد مسد مفعوليها .
واختلف الناس في المراد ب ! 2 < الشاهد > 2 ! فقال الحسن ومجاهد وابن سيرين هذه الآية مدنية والشاهد عبد الله بن سلام وقوله ! 2 < على مثله > 2 ! الضمير فيه عائد على قول محمد عليه السلام في القرآن إنه من عند الله .
وقال الشعبي الشاهد رجل من بني إسرائيل غير عبد الله بن سلام كان بمكة والآية مكية .
وقال سعد بن أبي وقاص ومجاهد وفرقة الآية مكية والشاهد عبد الله بن سلام وهي من الآيات التي تضمنت غيبا أبرزه الوجود وقد روي عن عبد الله بن سلام أنه قال في نزلت .
وقال مسروق بن الأجدع والجمهور الشاهد موسى بن عمران عليه السلام والآية مكية ورجحه الطبري