@ 270 @ .
قوله عز وجل $ سورة الحديد 27 - 28 $ .
! 2 < قفينا > 2 ! معناه جئنا بهم بعد الأولين وهو مأخوذ من القفا أي جاء بالثاني في قفا الأول فيجيء الأول بين يدي الثاني ومنه القوافي التي تأتي اواخر أبيات الشعر ثم ذكر ( عيسى ) عليه السلام تشريفا وتخصيصا .
وقرا الحسين ( الأنجيل ) بفتح الهمزة قال أبو الفتح هذا مما لا نظير له .
و ! 2 < رأفة ورحمة ورهبانية > 2 ! مفعولات ! 2 < جعلنا > 2 ! والجعل في هذه الآية بمعنى الخلق .
وقوله ! 2 < ابتدعوها > 2 ! صفة ل ! 2 < رهبانية > 2 ! وخصها بأنها ابتدعت لأن الرأفة والرحمة في القلب لا .
تكسب للإنسان فيها واما الرهبانية فهي أفعال بدن مع شيء في القلب ففيها موضع للتكسب .
قال قتادة الرافة والرحمة من الله تعالى .
والرهبانية هم ابتدعوها والمراد بالرأفة والرحمة حب بعضهم في بعض وتوادهم والمراد بالرهبانية رفض النساء واتخاذ الصوامع والمعتزلة تعرب ! 2 < رهبانية > 2 ! انها نصب بإضمار فعل يفسره ! 2 < ابتدعوها > 2 ! وليست بمعطوفة على الرأفة والرحمة ويذهبون في ذلك الى ان الإنسان يخلق أفعاله فيعربون الآية على مذهبهم وكذلك اعربها ابو علي .
وروي في ابتداعهم الرهبانية انهم افترقوا ثلاث فرق ففرقة قاتلت الملوك على الدين فقتلت وغلبت .
وفرقة قعدت في المدن يدعون إلى الدين ويبينونه فأخذتها الملوك ونشرتها بالمناشر وقتلوا وفرقة خرجب الى الفيافي وبنت الصوامع والديارات وطلبت ان تسلم على ان تعتزل فتركت وتسموا بالرهبان واسمهم ماخوذ من الرهب وهو الخوف فهذا هو ابتداعهم ولم يفرض الله ذلك عليهم لكنهم فعلوا ذلك ! 2 < ابتغاء رضوان الله > 2 ! هذا تأويل أبي امامة وجماعة وقال مجاهد المعنى ! 2 < كتبناها عليهم > 2 ! ! 2 < ابتغاء رضوان الله > 2 ! .
ف ( كتب ) على هذا بمعنى قضى ويحتمل اللفظ ان يكون المعنى ما كتبناها عليهم الا في عموم المندوبات لأن ابتغاء مرضاة الله بالقرب والنوافل مكتوب على كل امة فالاستثناء على هذا احتمال متصل .
واختلف الناس في الضمير الذي في قوله ! 2 < فما رعوها > 2 ! من المراد به فقيل ان الذين ابتدعوا الرهبانية بانفسهم لم يدوموا على ذلك ولا وفوه حقه بل غيروا وبدلوا قاله ابن زيد وغيره والكلام سائغ وإن كان فيهم من رعى أي لم يرعوها بأجمعهم وفي هذا التأويل لزوم الاتمام لكل من بدأ بتطوع ونفل انه يلزمه ان يرعاه حق رعيه .
قال ابن عباس وغيره الضمير للملوك الذين حاربوهم واجلوهم وقال الضحاك وغيره الضمير للأخلاف الذين جاؤوا بعد المبتدعين لها وباقي الآية بين .
وقرأ ابن مسعود ( ما كتبناها عليهم لكن ابتدعوها )