@ 365 @ .
قال القاضي أبو محمد ويحتمل ان لم يصح أمر الوادي ان يكون الإخبار عن نفوذ القدر بذلك العذاب قد استعير له لفظ السيل لما عهد من نفوذ السييل وتصميمه وقرا ابن عباس ( سال سيل ) بسكون الياء وقرا ابي بن كعب وابن مسعود ( سال سال ) مثل قال قال ألقيت الياء من الخط تخفيفا والمراد ( سائل ) .
وسؤال الكفار عن العذاب حسب قراءة الجماعة انما كان على انه كذب .
فوصفه الله تعالى بأنه ! 2 < واقع > 2 ! وعيدا لهم .
وقوله تعالى ! 2 < للكافرين > 2 ! قال بعض النحويين اللام توصل المعنى توصيل ( على ) .
وروي انه في مصحف ابي بن كعب ( على الكافرين ) وقال قتادة والحسن المعنى كأن قائلا قال لمن هذا العذاب الواقع فقيل ! 2 < للكافرين > 2 ! .
و ! 2 < المعارج > 2 ! في اللغة الدرج في الأجرام وهي هنا مستعارة في الرتب والفواضل والصفات الحميدة قاله قتادة وابن عباس .
وقال ابن عباس ! 2 < المعارج > 2 ! السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء الى سماء .
وقال الحسن هي المراقي الى السماء وقوله ! 2 < تعرج الملائكة > 2 ! معناه تصعد على أصل اللفظة في اللغة .
! 2 < والروح > 2 ! عند جمهور العلماء هو جبريل عليه السلام خصصه بالذكر تشريفا .
وقال مجاهد ! 2 < الروح > 2 ! ملائكة حفظة للملائكة الحافظين لبني آدم لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة .
وقال بعض المفسرين هو اسم الجنس في أرواح الحيوان .
واختلف المتاولون في قوله تعالى ! 2 < في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة > 2 ! فقال منذر بن سعيد وجماعة من الحذاق المعنى ! 2 < تعرج الملائكة والروح إليه في يوم > 2 ! من أيامكم هذه مقدار المسافة ان لو عرجها أدمي خمسون ألف سنة وقاله ابن إسحاق فمن جعل ! 2 < الروح > 2 ! جبريل او نوعا من الملائكة قال المسافة هي من قعر الارض السابعة الى العرش قاله مجاهد .
ومن جعل ! 2 < الروح > 2 ! جنس الحيوان قال المسافة من وجه هذه الارض الى منتهى العرش علوا قاله وهب بن منبه .
وقال قوم المعنى ! 2 < تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره > 2 ! في نفسه ! 2 < خمسين ألف سنة > 2 ! من أيامكم ثم اختلفوا في تعيين ذلك اليوم فقال عكرمة والحكم أراد مدة الدنيا فإنها خمسون ألف سنة لا يدري احد ما مضى منها ولا ما بقي فالمعنى ! 2 < تعرج الملائكة والروح إليه > 2 ! في مدة الدنيا وبقاء هذه البنية ويتمكن على هذا في ! 2 < الروح > 2 ! أن يكون جنس أرواح الحيوان وقال ابن عباس وغيره بل اليوم المشار اليه يوم القيامة ثم اختلفوا فقال بعضهم قدره في الطول قدر خمسين ألف سنة وهذا هو ظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الا جعل له صفائح من نار يوم القيامة تكوى بها جبهته وظهره وجنباه في يوم كان مقداره ألف سنة ) .
وقال ابن عباس وأبو سعيد الخدري بل قدره في هوله وشدته ورزاياه للكفار قدر ! 2 < خمسين ألف سنة > 2 ! .
وهذا كما تقول في اليوم العصيب إنه كسنة ونحو هذا قال أبو سعيد قيل يا رسول الله ما أطول يوما مقداره خمسون ألف سنة فقال ( والذي نفسي بيده ليخف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة ) وقال عكرمة المعنى كان مقدار ما ينقضي فيه من القضايا والحساب قدر ما ينقضي بالعدل في ! 2 < خمسين ألف سنة > 2 ! من أيام الدنيا .
وقد ورد في يوم القيامة انه كألف سنة وهذا يشبه ان يكون في طوائف دون طوائف .
والعامل في قوله ! 2 < في يوم > 2 ! على قول من قال إنه يوم القيامة قوله ! 2 < دافع > 2 ! وعلى سائر الأقوال ! 2 < تعرج > 2 ! وقرا جمهور القراء ( تعرج ) بالتاء من فوق وقرا الكسائي وحده ( يعرج ) بالياء لأن التأنيث بالياء غير حقيقي وبالياء من تحت قرا ابن مسعود لأنه كان يذكر الملائكة وهي قراءة