@ 421 @ ممن جاء في صدر الدنيا وعلى وجه الدهر ثم وقف تعالى عبيده الكفار المستوجبين عقابه بقوله ! 2 < فإن كان لكم كيد فكيدون > 2 ! أي إذا كان لكم حيلة او مكيدة تنجيكم فافعلوها .
قوله عز وجل $ سورة المرسلات 41 - 50 $ .
ذكر تعالى حالة ! 2 < المتقين > 2 ! بعقب ذكر حالة اهل النار ليبين الفرق و ( الظلال ) في الجنة عبارة عن تكاثف الأشجار وجودة المباني والا فلا شمس تؤذي هنالك حتى يكون ظل يجير من حرها .
وقرا الجمهور ( في ظلال ) وقرا الأعرج والأعمش ( في ظلل ) بضم الظاء و ( العيون ) الماء النافع وقوله تعالى ! 2 < مما يشتهون > 2 ! إعلام بان المأكل والمشرب هنالك إنما يكون برسم شهواتهم بخلاف ما هي الدنيا عليه فإن ذلك فيه شاذ ونادر والعرف ان المرء يرد شهوته الى ما تقتضيه وجده .
وهنا محذوف يدل عليه اللفظ تقديره يقال لهم ! 2 < كلوا > 2 ! و ! 2 < هنيئا > 2 ! نصب على الحال ويجوز ان يكون نصبه على جهة الدعاء والكاف في قوله ! 2 < إنا كذلك > 2 ! كاف تشبيه والإشارة بذلك الى ما ذكره من تنعيم اهل الجنة وقوله تعالى ! 2 < كلوا وتمتعوا > 2 ! مخاطبة لقريش على معنى قل لهم يا محمد وهذه صيغة امر معناها التهديد والوعيد وقد بين ذلك قوله ! 2 < قليلا > 2 ! ثم قرر لهم الإجرام الموجب لتعذيبهم وقال من جعل السورة كلها مكية إن هذه الآية نزلت في المنافقين وقال مقاتل نزلت في ثقيف لأنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم حط عنا الصلاة فإنا لا ننحني فإنها سبة فأبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( لا خير في دين لا صلاة فيه ) .
وقوله تعالى ^ وإذا قيل لهم اركعوا ولا يركعون ^ قيل هي حكاية عن حال المنافقين في الآخرة اذا سجد الناس فأرادوا هم السجود فانصرفت أصلابهم الى الارض وصارت فقاراتهم كصياصي البقر قاله ابن عباس وغيره .
وقال قتادة في آخرين هذه حال كفار قريش في الدنيا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم وهم ولا يجيبون وذكر الركوع عبارة عن جميع الصلاة وهذا قول الجمهور وقال بعض المتاولين عنى بالركوع التواضع كما قال الشاعر .
( ترى الأكم فيها سجدا للحوافر % ) + الطويل + .
أي متذللة وتأول قتادة الآية قاصدة الركوع نفسه .
وقال عليكم بحسن الركوع والذي أقول إن ذكر الركوع هنا وتخصيصه من بين سائر أحوال العبادة إنما كان لأن كثيرا من العرب كان يأنف من الركوع والسجود ويراها هيئة منكرة لما كان في اخلاقهم من العجرفة الا ترى ان بعضهم قد سئل فقيل له كيف