@ 55 @ .
قوله تعالى $ سورة النساء 41 42 $ .
تقدم في الآية قبلها الإعلام بتحقيق الأحكام يوم القيامة فحسن بعد ذلك التنبيه على الحالة التي يحضر ذلك فيها ويجاء فيها بالشهداء على الأمم ومعنى الآية أن الله يأتي بالأنبياء شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب ومعنى الأمة في هذه الآية غير المعنى المتعارف في إضافة الأمم إلى الأنبياء فإن المتعارف أن تريد بأمة محمد صلى الله عليه وسلم جميع من آمن به وكذلك في كل نبي وهي هنا جميع من بعث إليه من آمن منهم ومن كفر وكذلك قال المتأولون إن الإشارة بهؤلاء إلى كفار قريش وغيرهم من الكفار وإنما خص كفار قريش بالذكر لأن وطأة الوعيد أشد عليهم منها على غيرهم و ! 2 < كيف > 2 ! في موضع نصب مفعول مقدم بفعل تقديره في آخر الآية ترى حالهم أو يكونون أو نحوه وقال مكي في الهداية ! 2 < جئنا > 2 ! عامل في كيف وذلك خطأ وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه وكذلك ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم حين قرأها عليه عبد الله بن مسعود في الحديث المشهور وما ذكره الطبري من شهادة أمة محمد بتبليغ الرسل وما جرى في معنى ذلك من القصص الذي ذكر مكي كسؤال اللوح المحفوظ ثم إسرافيل ثم جبريل ثم الأنبياء فليست هذه آيته وإنما آيته ! 2 < لتكونوا شهداء على الناس > 2 ! و ! 2 < يومئذ > 2 ! ظرف ويصح أن يكون نصب يوم في هذا الموضع على الظرف على أنه معرب مع الأسماء غير المتمكنة ويصح أن يكون نصبه على أنه مبني على النصب مع الأسماء غير المتمكنة والود إنما هو في ذلك اليوم وقرأ نافع وابن عامر تسوي بتشديد السين والواو على إدغام التاء الثانية من تتسوى وقرأ حمزة والكسائي تسوى بتخفيف السين وتشديد الواو على حذف التاء الثانية المذكورة وهما بمعنى واحد واختلف فيه فقالت فرقة تنشق الأرض فيحصلون فيها ثم تتسوى هي في نفسها عليهم وبهم وقالت فرقة معناه لو تستوي هي معهم في أن يكونوا ترابا كآبائهم فجاء اللفظ على أن الأرض هي المستوية معهم والمعنى إنما هو أنهم يستوون مع الأرض ففي اللفظ قلب يخرج على نحو اللغة التي حكاها سيبويه أدخلت القلنسوة في رأسي وأدخلت فمي في الحجر وما جرى مجراه وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو تسوى على بناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله فيكون الله تعالى يفعل ذلك على حسب المعنيين المتقدمين قال أبو علي إمالة الفتحة إلى الكسرة والألف إلى الياء في تسوى حسنة قالت طائفة معنى الآية أن الكفار لما يرونه من الهول وشدة المخاوف يودون أن تسوى بهم الأرض فلا ينالهم ذلك الخوف ثم استأنف الكلام فأخبر أنهم ^ لا يكتمون حديثا ^ لنطق جوارحهم بذلك كله حين يقول بعضهم ! 2 < والله ربنا ما كنا مشركين > 2 ! فيقول الله كذبتم ثم ينطق جوارحهم فلا تكتم حديثا وهذا قول ابن عباس وقال فيه إن الله إذا جمع الأولين والآخرين ظن بعض الكفار أن الإنكار ينجي فقالوا ^ والله رنا ما كنا مشركين ^ فيقول الله كذبتم ثم ينطق جوارحهم فلا تكتم حديثا وهكذا فتح ابن عباس على سائل أشكل عليه الأمر