@ 127 @ .
والسبيل الحجة والغلبة ومخادعة المنافقين هي لأولياء الله تعالى إذ يظنونهم غير أولياء ففي الكلام حذف مضاف وإلزام ذنب اقتضته أفعالهم وإن كانت نياتهم لم تقتضه لأنه لا يقصد أحد من البشر مخادعة الله تعالى وقوله ! 2 < وهو خادعهم > 2 ! أي منزل الخداع بهم وهذه عبارة عن عقوبة سماها باسم الذنب فعقوبتهم في الدنيا ذلهم وخوفهم وغم قلوبهم وفي الآخرة عذاب جهنم وقال السدي وابن جريج والحسن وغيرهم من المفسرين إن هذا الخدع هو أن الله تعالى يعطي لهذه الأمة يوم القيامة نورا لكل إنسان مؤمن أو منافق فيفرح المنافقون ويظنون أنهم قد نجوا فإذا جاؤوا إلى الصراط طفىء نور كل منافق ونهض المؤمنون بذاك فذلك قول المنافقين انظرونا نقتبس من نوركم وذلك هو الخدع الذي يجري على المنافقين وقرأ مسلمة بن عبد الله النحوي وهو خادعهم بإسكان العين وذلك على التخفيف ثم ذكر تعالى كسلهم في القيام إلى الصلاة وتلك حال كل من يعمل العمل كارها غير معتقد فيه الصواب تقية أو مصانعة وقرأ ابن هرمز الأعرج كسالى بفتح الكاف وقرأ جمهور الناس يرءون بهمزة مضمومة مشددة بين الراء والواو دون ألف وهي تعدية رأي بالتضعيف وهي أقوى في المعنى من ^ يراءون ^ لأن معناها يحملون الناس على أن يروهم ويتظاهرون لهم بالصلاة وهم يبطنون النفاق وتقليله ذكرهم يحتمل وجهين قال الحسن قل لأنه كان لغير الله فهذا وجه والآخر أنه قليل بالنسبة إلى خوضهم في الباطل وقولهم الزور والكفر و ! 2 < مذبذبين > 2 ! معناه مضطرين لا يثبتون على حال والتذبذب الاضطراب بخجل أو خوف أو إسراع في مشي ونحوه ومنه قول النابغة .
( ترى كل ملك دونها يتذبذب % ) ومنه قول الآخر البعيث بن حريث .
( خيال لأم السلسبيل ودونها % مسيرة شهر للبريد المذبذب ) .
بكسر الذال الثانية قال أبو الفتح أي المهتز القلق الذي لا يثبت ولا يتمهل فهؤلاء المنافقون مترددون بين الكفار والمؤمنين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين ) فالإشارة بذلك إلى حالي الكفر والإيمان وأشار إليه وإن لم يتقدم ذكره لظهور تضمن الكلام له كما جاء ! 2 < حتى توارت بالحجاب > 2 ! ^ وكل من عليها فان ^ وقرأ جمهور الناس مذبذبين بفتح الذال الأولى والثانية وقرأ ابن عباس وعمرو بن فائد مذبذبين بكسر الذال الثانية وقرأ أبي بن كعب متذبذبين بالتاء وكسر الذال الثانية وقرأ الحسن بن أبي الحسن مذبذبين بفتح الميم والذالين وهي قراءة مردودة .
وقوله تعالى ! 2 < فلن تجد له سبيلا > 2 ! معناه سبيل هدى وإرشاد .
قوله تعالى $ سورة النساء 144 $