@ 229 @ $ سورة المائدة 89 $ .
! 2 < كلوا > 2 ! في هذه الآية عبارة عن تمتعوا بالأكل والشرب واللباس والركوب .
ونحو ذلك وخص الأكل بالذكر لأنه عظم المقصود وأخص الانتفاعات بالإنسان والرزق عند أهل السنة ما صح الانتفاع به وقالت المعتزلة الرزق كل ما صح تملكه والحرام ليس برزق لأنه لا يصح تملكه .
ويرد عليهم بأنه يلزمهم أن آكل الحرام ليس بمرزوق من الله تعالى وقد خرج بعض النبلاء أن الحرام رزق من قوله تعالى ! 2 < كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور > 2 ! قال فذكر المغفرة مشيرا إلى أن الرزق قد يكون فيه حرام ورد أبو المعالي في الإرشاد على المعتزلة مشيرا إلى أن الرزق ما تملك يلزمهم أن ما ملك فهو الرزق وملك الله تعالى الأشياء لا يصح أن يقال فيه إنه رزق له .
قال القاضي أبو محمد وهذا الذي ألزم غير لازم فتأمله وباقي الآية بين .
وقد تقدم القول في سورة البقرة في نظير قوله تعالى ^ لا يؤاخذكم الله باللغو في في أيمانكم ^ وقوله تعالى ! 2 < بما عقدتم > 2 ! معناه شددتم وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو عقدتم مشددة القاف وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي عقدتم خفيفة القاف وقرأ ابن عامر عاقدتم بألف على وزن فاعلتم قال أبو علي من شدد القاف احتمل أمرين أحدهما أن يكون لتكثير الفعل لأنه خاطب جماعة والآخر يكون عقد مثل ضعف لا يراد به التكثير كما أن ضاعف لا يراد به فعل من اثنين .
ومن قرأ عقدتم فخفف القاف جاز أن يراد به الكثير من الفعل والقليل وعقد اليمين كعقد الحبل والعهد وقال الحطيئة .
( قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم % شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا ) .
ومن قرأ عاقدتم فيحتمل ضربين أحدهما أن يكون كطارقت النعل وعاقبت اللص والآخر أن يراد به فاعلت الذي يقتضي فاعلين كأن المعنى يؤاخذكم بما عاقدتم عليه الإيمان ويعدى عاقد ب على لما هو في معنى عاهد قال الله تعالى ! 2 < ومن أوفى بما عاهد عليه الله > 2 ! وهذا كما عديت ! 2 < ناديتم إلى الصلاة > 2 ! ب إلى وبابها أن تقول ناديت زيدا و ! 2 < ناديناه من جانب الطور الأيمن > 2 ! لكن لما كانت بمعنى دعوت إلى كذا كقوله تعالى ! 2 < ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله > 2 ! عديت نادى ب إلى ثم يتسع في قوله تعالى عاقدتم عليه الإيمان فيحذف الجار ويصل الفعل إلى المفعول ثم يحذف من الصلة الضمير الذي يعود على الموصول وتقديره يؤاخذكم بما عقدتموه الأيمان .
كما حذف من قوله تعالى ! 2 < فاصدع بما تؤمر > 2 ! و ! 2 < الإيمان > 2 ! جمع يمين وهي الألية سميت يمينا لما كان عرفهم أن يصفقوا بأيمان بعضهم على بعض عند الألية .
وقوله تعالى ! 2 < فكفارته > 2 ! معناه فالشيء الساتر على إثم الحنث في اليمين إطعام والضمير على الصناعة النحوية عائد على ما ويحتمل ^ ما ^ في هذا ا لموضع أن تكون بمعنى الذي وتحتمل أن تكون مصدرية وهو عائد مع المعنى الذي ذكرناه على إثم الحنث ولم يجر له ذكر صحيح لكن المعنى يقتضيه و ! 2 < إطعام عشرة مساكين > 2 ! معناه إشباعهم مرة قال الحسن بن أبي الحسن إن جمعهم أشبعهم إشباعة واحدة وإن أعطاهم اعطاهم مكوكا مكوكا وحكم هؤلاء أن لا يتكرر واحد منهم في كفارة يمين واحدة وسواء أطعموا أفرادا أو جماعة