@ 244 @ .
( وشهر بني أمية والهدايا % إذا سيقت مدرجها الدماء ) .
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم شهر الله أي شهر آل الله وكان يقال لأهل الحرم آل الله ويحتمل أن يسمى شهر الله لأن الله سنه وشدده إذ كان كثير من العرب لا يراه وأما ! 2 < الهدى > 2 ! فكان أمانا لمن يسوقه لأنه يعلم أنه في عبادة لم يأت لحرب وأما ! 2 < القلائد > 2 ! فكذلك كان الرجل إذا خرج يريد الحج تقلد من لحاء السمر أو غيره شيئا فكان ذلك أمانا له وكان الأمر في نفوسهم عظيما مكنه الله حتى كانوا لا يقدم من ليس بمحرم أن يتقلد شيئا خوفا من الله وكذلك إذا انصرفوا تقلدوا من شجر الحرم وقوله تعالى ! 2 < للناس > 2 ! لفظ عام وقال بعض المفسرين أراد العرب .
قال القاضي أبو محمد ولا وجه لهذا التخصيص وقال سعيد بن جبير جعل الله هذه الأمور للناس وهم لا يرجون جنة ولا يخافون نارا ثم شدد ذلك بالإسلام وقوله تعالى ! 2 < ذلك > 2 ! إشارة إلى أن جعل هذه الأمور قياما والمعنى فعل ذلك لتعلموا أن الله تعالى يعلم تفاصيل أمور السماوات والأرض ويعلم مصالحكم أيها الناس قبل وبعد فانظروا لطفه بالعباد على حال كفرهم وقوله تعالى ^ بكل شيء عليم ^ عام عموما تاما في الجزئيات ودقائق الموجودات كما قال عز وجل ! 2 < وما تسقط من ورقة إلا يعلمها > 2 ! والقول بغير هذا إلحاد في الدين وكفر ثم خوف تعالى عباده ورجاهم بقوله ! 2 < اعلموا أن الله > 2 ! الآية وهكذا هو الأمر في نفسه حري أن يكون العبد خائفا عاملا بحسب الخوف متقيا متأنسا بحسب الرجاء .
قوله عز وجل $ سورة المائدة 99 100 101 102 $ .
قوله تعالى ! 2 < ما على الرسول إلا البلاغ > 2 ! إخبار للمؤمنين فلا يتصور أن يقال هي آية موادعة منسوخة بآيات القتال بل هذه حال من آمن وشهد شهادة الحق .
فإنه إذ قد عصم من الرسول ماله ودمه فليس على الرسول في جهته أكثر من التبليغ والله تعالى بعد ذلك يعلم ما ينطوي عليه صدره وهو المجازي بحسب ذلك ثوابا أو عقابا و ! 2 < البلاغ > 2 ! مصدر من بلغ يبلغ والآية معناها الوعيد للمؤمنين إن انحرفوا ولم يمتثلوا ما بلغ إليهم وقوله ! 2 < قل لا يستوي > 2 ! الآية لفظ عام في جميع الأمور يتصور في المكاسب وعدد الناس والمعارف من العلوم ونحوها ف ! 2 < الخبيث > 2 ! من هذا كله لا يفلح ولا ينجب ولا تحسن له عاقبة ! 2 < والطيب > 2 ! ولو قل نافع جميل العاقبة وينظر إلى هذه الآية قوله تعالى ! 2 < والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا > 2 ! والخبث هو الفساد الباطن في الأشياء حتى يظن بها الصلاح والطيب وهي بخلاف ذلك وهكذا هو الخبث في الإنسان وقد يراد بلفظة خبيث في الإنسان