@ 250 @ المؤمنين وافتتانهم كابن أبي سرح وغيره فقيل للمؤمنين لا يضركم ضلالهم وقرأ جمهور الناس لا يضركم بضم الضاد وشد الراء المضمومة وقرأ الحسن بن أبي الحسن لا يضركم بضم الضاد وسكون الراء وقرأ إبراهيم لا يضرك بكسر الضاد وهي كلها لغات بمعنى ضر يضر وضار يضور ويضير وقوله تعالى ! 2 < إلى الله مرجعكم جميعا > 2 ! الآية تذكير بالحشر وما بعده وذلك مسل عن أمور الدنيا ومكروهها ومحبوبها وروي عن بعض الصالحين أنه قال ما من يوم إلا يجيء الشيطان فيقول ما تأكل وما تلبس وأين تسكن فأقول له آكل الموت وألبس الكفن وأسكن القبر .
قال القاضي أبو محمد فمن فكر في مرجعه إلى الله تعالى فهذه حاله .
قوله عز وجل $ سورة المائدة 106 107 $ .
قال مكي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآيات عند أهل المعاني من أشكل ما في القرآن إعرابا ومعنى وحكما .
قال القاضي أبو محمد وهذا كلام من لم يقع له الثلج في تفسيرها وذلك بين من كتابه رحمه الله وبه نستعين لا نعلم خلافا أن سبب هذه الآية أن تميما الداري وعدي بن بداء كانا نصرانيين سافرا إلى المدينة يريدان الشام لتجارتهما قال الواقدي وهما أخوان وقدم المدينة أيضا ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص يريد الشام تاجرا فخرجوا رفاقه فمرض ابن أبي مارية في الطريق قال الواقدي فكتب وصية بيده ودسها في متاعه وأوصى إلى تميم وعدي أن يؤديا رحله فأتيا بعد مدة المدينة برحله فدفعاه ووجد أولياؤه من بني سهم وصيته مكتوبة ففقدوا أشياء قد كتبها فسألوهما عنها فقالا ما ندري هذا الذي قبضناه له فرفعوهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية الأولى فاستحلفهما رسول الله بعد العصر فبقي الأمر مدة ثم عثر بمكة من متاعه على إناء عظيم من فضة مخوض بالذهب فقيل لمن وجد عنده من أين صار لكم هذا الإناء فقالوا ابتعناه من تميم الداري وعدي بن بداء فارتفع في الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية الأخرى فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من أولياء الميت أن يحلفا قال الواقدي فحلف عبد الله بن عمرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة واستحقا وروى ابن عباس عن تميم الداري أنه قال برىء الناس من هذه الآيات غيري وغير عدي بن بداء وذكر القصة إلا أنه قال وكان معه جام فضة يريد به الملك فأخذته أنا وعدي فبعناه بألف وقسمناه ثمنه فلما أسلمت بعد قدوم