@ 263 @ البالغة وقوله ! 2 < تعلم ما في نفسي > 2 ! بإحاطة الله به وخص النفس بالذكر لأنها مظنة الكتم والانطواء على المعلومات والمعنى أن الله يعلم ما في نفس عيسى ويعلم كل هذه الآية على قول من قال إن توقيف عيسى عليه السلام كان إثر رفعه مستقيمة المعنى .
لأنه قال عنهم هذه المقالة وهم أحياء في الدنيا وهو لا يدري على ما يوافون .
وهي على قول من قال إن التوقيف هو يوم القيامة بمعنى أن سبقت لهم كلمة العذاب كما سبقت فهم عبادك تصنع بحق الملك ما شئت لا أمره مما عسى أن يكون في نفسه وقوله ! 2 < ولا أعلم ما في نفسك > 2 ! معناه ولا أعلم ما عندك من المعلومات وما أحطت به .
وذكر النفس هنا مقابلة لفظية في اللسان العربي يقتضيها الإيجاز وهذا ينظر من طرف خفي إلى قوله ! 2 < ومكروا ومكر الله > 2 ! ! 2 < الله يستهزئ بهم > 2 ! فتسمية العقوبة باسم الذنب إنما قاد إليها طلب المقابلة اللفظية إذ هي من فصيح الكلام وبارع العبارة ثم أقر عليه السلام لله تعالى بأنه ! 2 < علام الغيوب > 2 ! المعنى ولا علم لي أنا بغيب فكيف تكون لي الألوهية .
ثم أخبر عما صنع في الدنيا وقال في تبليغه وهو أنه لم يتعد أمر الله في أن أمرهم بعبادته وأقر بربوبيته و ! 2 < أن > 2 ! في قوله ! 2 < أن اعبدوا الله > 2 ! مفسرة لا موضع لها من الإعراب .
ويصح أن تكون بدلا من ^ ما ^ .
ويصح أن تكون في موضع خفض على تقدير بأن اعبدوا الله ويصح أن تكون بدلا من الضمير في ^ به ^ ثم أخبر عليه السلام أنه كان شهيدا ما دام فيهم في الدنيا فما ظرفية .
وقوله ! 2 < فلما توفيتني > 2 ! قبضتني إليك بالرفع والتصيير في السماء .
والرقيب الحافظ المراعي .
قوله عز وجل $ سورة المائدة 118 119 120 $ .
اعتراض عليك .
وإن تغفر لهم أي لو غفرت بتوبة كما غفرت لغيرهم فإنك أنت العزيز في قدرتك الحكيم في أفعالك .
لا تعارض على حال .
فكأنه قال إن يكن لك في الناس معذبون فهم عبادك .
وإن يكن مغفور لهم فعزتك وحكمتك تقتضي هذا كله .
وهذا هو عندي القول الأرجح .
ويتقوى ما بعده .
وذلك أن عيسى عليه السلام لما قرر أن الله تعالى له أن يفعل في عباده ما يشاء من تعذيب ومغفرة أظهر الله لعباده ما كانت الأنبياء تخبرهم به كأنه يقول هذا أمر قد فرغ منه .
وقد خلص للرحمة من خلص وللعذاب من خلص فقال تبارك وتعالى ! 2 < هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم > 2 ! فدخل تحت هذه العبارة كل مؤمن بالله تعالى وكل ما كان اتقى فهو أدخل في العبارة ثم جاءت هذه العبارة مشيرة إلى عيسى في حاله تلك وصدقه فيما قال .
فحصل له بذلك في الموقف شرف عظيم وإن كان اللفظ يعمه وسواه وذكر تعالى ما أعد لهم برحمته وطوله إلى قوله ! 2 < ذلك الفوز العظيم > 2 ! وقرأ نافع وحده هذا يوم بنصب يوم وقرأ الباقون يوم بالرفع على خبر المبتدأ الذي هو ! 2 < هذا > 2 ! و ! 2 < يوم > 2 ! مضاف إلى ! 2 < ينفع > 2 ! والمبتدأ والخبر في