@ 332 @ .
قوله عز وجل $ سورة الأنعام 106 107 108 $ .
هذان أمران للنبي صلى الله عليه وسلم مضمنهما الاقتصار على اتباع الوحي وموادعة الكفار .
وذلك كان في أول الإسلام ثم نسخ الإعراض عنهم بالقتال والسوق إلى الدين طوعا أو كرها وقوله تعالى ! 2 < ولو شاء الله ما أشركوا > 2 ! في ظاهرها رد على المعتزلة القائلين إنه ليس عند الله لطف يؤمن به الكافر وإن الكافر والإنسان في الجملة يخلق أفعاله وهي متضمنة أن إشراكهم وغيره وقف على مشيئة الله عز وجل وقوله تعالى ! 2 < وما جعلناك عليهم حفيظا > 2 ! كان في أول الإسلام وكذلك ! 2 < وما أنت عليهم بوكيل > 2 ! وقوله تعالى ! 2 < ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله > 2 ! الآية مخاطبة للمؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس وسببها أن كفار قريش قالوا لأبي طالب إما أن ينتهي محمد وأصحابه عن سب آلهتنا والغض منها وإما نسب إلهه ونهجوه فنزلت الآية وحكمها على كل حال باق في الأمة فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم والله عز وجل فلا يحل للمسلم أن يسب دينهم ولا صلبانهم ولا يتعرض ما يؤدي إلى ذلك أو نحوه وعبر عن الأصنام وهي لا تعقل ب ! 2 < الذين > 2 ! وذلك على معتقد الكفرة فيها وفي هذه الآية ضرب من الموادعة .
وقرأ جمهور الناس عدوا بفتح العين وسكون الدال نصب على المصدر وقرأ الحسن بن أبي الحسن وأبو رجاء وقتادة ويعقوب وسلام وعبد الله بن زيد عدوا بضم العين والدال وتشديد الواو وهذا أيضا نصب على المصدر وهو من الاعتداء وقرأ بعض الكوفيين عدوا بفتح العين وضم الدال نصب على الحال أي في حال عداوة لله وهو لفظ مفرد يدل على الجمع وقوله ! 2 < بغير علم > 2 ! بيان لمعنى الاعتداء المتقدم وقوله تعالى ! 2 < كذلك زينا لكل أمة > 2 ! إشارة إلى ما زين الله لهؤلاء عبدة الأصنام من التمسك بأصنامهم والذب عنها وتزيين الله عمل الأمم هو ما يخلقه ويخترعه في النفوس من المحبة للخير والشر والاتباع لطرقه وتزيين الشيطان هو بما يقذفه في النفوس من الوسوسة وخطرات السوء وقوله ! 2 < ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم > 2 ! يتضمن وعدا جميلا للمحسنين ووعيدا ثقيلا للمسيئين .
قوله عز وجل $ سورة الأنعام 109 110 $