@ 368 @ تعطي أن في ذلك الأمر رجاء كأنه قال وأمره في إقبال وإلى خير وقرأ النخعي والأعمش وأبو صالح فرقوا بتخفيف الراء وقال السدي هذه آية لم يؤمر فيها بقتال وهي منسوخة بالقتال .
قال القاضي أبو محمد وهذا كلام غير متقن فإن الآية خبر لا يدخله نسخ ولكنها تضمنت بالمعنى أمرا بموادعة فيشبه أن يقال إن النسخ وقع في ذلك المعنى الذي تقرر في آيات أخر .
وقوله تعالى ! 2 < من جاء بالحسنة > 2 ! الآية .
قال أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر هذه الآية نزلت في الأعراب الذين آمنوا بعد الهجرة فضاعف الله حسناتهم للحسنة عشر .
وكان المهاجرون قد ضوعف لهم الحسنة سبعمائة .
قال القاضي أبو محمد وهذا تأويل يحتاج إلى سند يقطع العذر وقالت فرقة هذه الآية لجميع الأمة أي إن الله يضاعف الحسنة بعشرة ثم بعد هذا المضمون قد يزيد ما يشاء وقد يزيد أيضا على بعض الأعمال كنفقة الجهاد وقال ابن مسعود ومجاهد والقاسم بن أبي بزة وغيرهم الحسنة لا إله إلا الله والسيئة الكفر .
قال القاضي أبو محمد وهذه هي الغاية من الطرفين وقالت فرقة ذلك لفظ عام في جميع الحسنات والسيئات وهذا هو الظاهر .
وأنث لفظ العشر لأن الأمثال هاهنا بالمعنى حسنات ويحتمل أن الأمثال أنث لما أضيفت إلى مؤنث وهو الضمير كما قال الشاعر .
( مشين كما اهتزت رماح تسفهت % أعاليها مر الرياح النواسم ) + الطويل + .
فأنث وقرأ الحسن وسعيد بن جبير وعيسى بن عمر والأعمش ويعقوب فله عشر بالتنوين أمثالها بالرفع .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الأعمال ست موجبة وموجبة ومضعفة ومضعفة ومثل ومثل .
فلا إله إلا الله توجب الجنة .
والشرك يوجب النار .
ونفقة الجهاد تضعف سبعمائة ضعف والنفقة على الأهل حسنتها بعشرة والسيئة جزاؤها مثلها ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة مثلها وقوله تعالى ! 2 < لا يظلمون > 2 ! أي لا يوضع في جزائهم شيء في غير موضعه وتقدير الآية من جاء بالحسنة فله ثواب عشر أمثالها والمماثلة بين الحسنة والثواب مترتبة إذا تدبرت وقال الطبري قوله ! 2 < من جاء بالحسنة > 2 ! الآية يريد من الذين فرقوا دينهم أي من جاء مؤمنا فله الجنة .
قال القاضي أبو محمد والقصد بالآية إلى العموم في جميع العالم أليق باللفظ .
قوله عز وجل $ سورة الأنعام 161 162 163 $ .
هذا أمر من الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالإعلان بشريعته والانتباه من سواها من أضاليلهم