@ 424 @ ومنه إرجاف النفوس لكريه الأخبار أي تحريكها وروي أن صيحة ثمود كان فيها من صوت كل شيء هائل الصوت وكانت مفرطة شقت قلوبهم فجثوا على صدورهم والجاثم اللاطىء بالأرض على صدره مع قبض ساقيه كما يرقد الأرنب والطير فإن جثومها على وجهها ومنه قول جرير .
( عرفت المنتأى وعرفت منها % مطايا القدر كالحدأ الجثوم ) + الوافر + وقال بعض المفسرين معناه حمما محترقين كالرماد الجاثم .
قال القاضي أبو محمد وحيث وجد الرماد الجاثم في شعر فإنما هو مستعار لهيئة الرماد قبل هموده وتفرقه وذهب صاحب هذا القول إلى أن الصيحة اقترن بها صواعق محرقة .
وأخبر الله عز وجل بفعل صالح في توليه عنهم وقت عقرهم الناقة وقولهم ! 2 < ائتنا بما تعدنا > 2 ! وذلك قبل نزول العذاب وكذلك روي أنه صلى الله عليه وسلم خرج من بين أظهرهم قبل نزول العذاب وهو الذي تقتضيه مخاطبته لهم وأما لفظ الآية فيحتمل أن خاطبهم وهم موتى على جهة التفجع عليهم ذكر حالهم أو غير ذلك كما خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل قليب بدر قال الطبري وقيل لم تهلك أمة ونبيها معها وروي أنه ارتحل بمن معه حتى جاء مكة فأقام بها حتى مات ولفظة التولي تقتضي اليأس من خيرهم واليقين في إهلاكهم .
وقوله ! 2 < لا تحبون الناصحين > 2 ! عبارة عن تغليبهم الشهوات على الرأي إذ كلام الناصح صعب مضاد لشهوة نفس الذي ينصح ولذلك تقول العرب أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك .
قوله عز وجل $ سورة الأعراف 80 81 82 83 84 $ .
لوط عليه السلام بعثه الله إلى أمة تسمى سدوم وروي أنه ابن أخي إبراهيم عليه السلام ونصبه إما ! 2 < أرسلنا > 2 ! المتقدم في الأنبياء وإما بفعل مضمر تقديره واذكر ^ لوطا ^ استفهامه لهم هو على جهة التوقيف والتوبيخ والتشنيع و ! 2 < الفاحشة > 2 ! هنا إتيان الرجال في الأدبار وروي أنه لم تكن هذه المعصية في أمم قبلهم .
قال القاضي أبو محمد وإن كان لفظ الآية يقتضي هذا فقد كانت الآية تحتمل أن يراد بها ما سبقكم أحد إلى لزومها وتشهيرها وروي أنهم إن كانوا يأتي بعضهم بعضا وروي أنهم إنما كانوا يأتون الغرباء قاله الحسن البصري قال عمرو بن دينار ما زنا ذكر على ذكر قبل قوم لوط وحكى النقاش أن إبليس كان أصل عملهم بأن دعاهم إلى نفسه وقال بعض العلماء عامل اللواط كالزاني وقال مالك رحمه الله