وما استغربت عيني فراقا رأيته ... ولا أعلمتني غير ما القلب عالمه ... .
والثالث العلم بأن الجزع مصيبة ثانية .
والرابع أن يقدر وجود ما هو أكبر من تلك المصيبة كمن له ولدان ذهب أحدهما .
والخامس النظر في حال من ابتلي بمثل هذا البلاء فإن التأسي راحة عظيمة قالت الخنساء ... ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي ... وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزي النفس عنه بالتأسي ... .
وهذا المعنى قد حرمه الله D أهل النار فإن كل واحد من المخلدين فيها محبوس وحده يظن أنه لم يبق في النار سواه .
والسادس النظر في حال من ابتلي بأكثر من هذا البلاء فيهون هذا .
والسابع رجاء الخلف إن كان من معنى يصلح عنه الخلف كالولد والزوجة .
قيل للقمان ماتت زوجتك فقال تجدد فراشي وأنشدوا ... هل وصل غرة إلا وصل غانية ... في وصل غانية من وصلها خلف ... .
والثامن طلب الأجر بحمل أعباء الصبر فلينظر في فضائل الصبر وثواب الصابرين وسيرتهم في صبرهم وإن ترقى إلى مقام الرضى فهو الغاية